قال رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق ايهود اولمرت أنه لم يفهم حتى الآن رفض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) اقتراحه للحل الدائم وتحديداً حول قضية القدس مضيفاً أنه يجدر بالمجتمع الدولي، بدلاً من الانشغال بالبناء في المستوطنات الاستفسار عن أسباب رفض عباس "أفضل اقتراح قدمته إسرائيل للفلسطينيين". وتابع أن الاقتراح الذي قدمه يقوم على أساس حدود العام 1967 مع الأخذ بعين الاعتبار الواقع الديمغرافي الناشئ وإبقاء نسبة معينة من الأراضي الفلسطينية (المقامة عليها الكتل الاستيطانية الكبرى) تحت سيطرة إسرائيل. وأضاف أن اقتراحه بشأن القدس قضى بأن تكون الأحياء اليهودية في المدينة إسرائيلية (بما فيها كل الأحياء الاستيطانية في المدينةالمحتلة) والعربية ضمن حدود الدولة الفلسطينية وأن يدار "الحوض المقدس" على يد خمس دول بينها إسرائيل. وتابع اولمرت، في سياق محاضرة ألقاها أمس في جامعة تل أبيب، أنه في حال التوصل إلى سلام بين إسرائيل والفلسطينيين فإن أسس السلام ستقوم على المبادئ التي تضمنها اقتراحه للفلسطينيين. وزاد، منتقداً سياسة الحكومة الحالية، ان "من يريد دولة واحدة للشعبين سيواصل طريقة كسب الوقت وصد الضغوط لكننا سنجد أنفسنا أمام جبهة دولية معادية ستحاول أن تفرض علينا بكل قوة منح كل من يعيش في حدود الدولة الواحدة حق المشاركة في الانتخابات للكنيست الإسرائيلي". وأضاف أن "من يريد دولة يهودية وديمقراطية يتحتم عليه أن يقبل بحل الدولتين للشعبين". وتطرق اولمرت إلى المفاوضات مع سورية وقال إن تركيا قامت بدور الوسيط النزيه والناجع ويجدر بالحكومة الحالية أن تمنح أنقرة مواصلة الوساطة، "وبفضل هذه الوساطة كنا على مسافة ساعات من لقاء بيني وبين وزير الخارجية السورية" مضيفاً أن اللقاء لم ير النور بسبب العملية العسكرية في قطاع غزة. وحذر اولمرت من أن تقود إسرائيل المعركة الديبلوماسية ضد ايران لوقف مشروعها النووي. وقال إن التهديد الايراني مقلق حقاً "لكن قيام إسرائيل بدور الريادة ضد المشروع النووي سيعفي من يجب عليه معالجته من المسؤولية.. لا داع لتصريحات عنترية". وزاد: انه بين هجوم عسكري شامل وبين التسليم بايران نووية ثمة وسائل وإمكانات كثيرة وواسعة متاحة لإحداث تغيير".