يقف أمام المرآة، يستعيد نضارته، ويرتدي أجمل الثياب، لا يهمه من حوله، يترك المنزل بما فيه من أعباء على المرأة، مسكينة هي، هذا هو آدم من حولها، لا يهمه سوى نفسه. ربما تجلس حواء بجانبه تشكو همها، وهو يفكر بما هو أبعد، فتلبية رغباته أهم ما يدور في رأسه. يخرج من المنزل لا يفكر بما يحدث، فالتفاصيل آخر اهتماماته، عليه أن يعود ويرى المنزل يتلألأ، ويطفو الضحك على جنباته بعيداً عن «النكد»، وإلا ستصبح حواء في دائرة الاتهام والمقاضاة، قد يصل أمر الشكوى إلى جهات عليا، وهي ترثي حالها لتثبت براءتها. يصحو آدم في اليوم التالي، وكأن شيئاً لم يكن، يطلب منها أن تستعيد حيويتها وحسن معاملتها وإلا...، هذا هو الرجل، فالأنانية تبدو راسخة فيه، ولا يمكن الكشف عنها إلا بمجهر يتطلب عدسة ذات قطر كبير، ويبدو من الضروري تكبيرها، للتمعن في هذا السر. الأمر ليس تجنياً، وإنما حقيقة لا يدركها ملايين الرجال.