أعادت الأمطار التي هطلت على أجزاء من جدة أول من أمس، مخاوف الأهالي من تكرار كارثة السيول التي اجتاحت المحافظة في أواخر تشرين الثاني (نوفمبر ) الماضي، وخلفت عشرات القتلى والمفقودين، فضلاً عن الخسائر المادية والمعنوية التي لحقت بشريحة واسعة من سكان العروس، وازدادت الهواجس من تكرار المأساة لدى سكان الأجزاء الشرقية من المحافظة، لا سيما وأنهم عايشوا الكارثة التاريخية وذاقوا ويلاتها، فسكان كيلو 14 كانوا من أكثر أهالي جدة توجساً من هطول الأمطار الأخيرة، خصوصاً وهم يشاهدونها تحطم الأرصفة والطرق، وتعيد رسم المستنقعات الراكدة من جديد في المنطقة، وترجعهم إلى المربع الأول من حيث تدهور الإصحاح البيئي، ولم يجدوا أمام تلك المخاوف سوى صب جام غضبهم على الجهات المختصة وفي مقدمها الأمانة التي (وفق قولهم) لم تستفد من الأخطاء السابقة، وتعمل على تنفيذ المشاريع الاحترازية، التي تقيهم من أية سيول مقبلة. وقال نايف بن سعيد: «إن الأمطار التي هطلت أول من أمس أغرقت حي الكيلو 14 بأكمله، وحاصرت الأهالي في منازلهم بعد أن سدت مداخل الحي كافة، مؤكداً أن نسبة كبيرة منهم لم يستطيعوا الذهاب إلى أعمالهم أمس»، وتساءل عن دور أمانة جدة في مباشرة الحال المزرية التي عاشوها، والعمل على إنهائها سريعاً، مشيراً إلى أن طرق الحي الحيوية أصبحت غرقى بالمستنقعات حتى هذه اللحظة، «وهو ما يؤكد عدم استفادتها من الكارثة التاريخية التي عاشتها العروس في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي». وطالب الأمانة بتوفير عربات مخصصة لشفط المياه من الطرق، وإزالة النفايات التي تجرفها السيول إلى الشوارع، مشدداً على أهمية تدارك الوضع سريعاً، قبل أن تتفاقم مخاطر البحيرات الراكدة، وتتحول إلى بؤر للأوبئة والحشرات. بدوره، فرض محمد الغامدي حظر تجوال على صغاره في الحي، ومنعهم من الخروج من المنزل، خشية من السيول التي باتت تهددهم من حين لآخر، «وبمجرد تلبد السماء بالغيوم»، فضلاً عن انتشار المستنقعات الراكدة التي تصدر لهم الأوبئة وأسراب الحشرات. وأفاد أن المعاناة تتفاقم في حي الكيلو 14 لافتقاده شبكات صرف صحي، حاضاً الأمانة على تدارك المخاطر التي تحيط بهم وتعمل على إزالة الملوثات كافة التي ازدادت بتساقط الامطار الأخيرة على الحي. واستغرب مما وصفه بتقاعس الأمانة في إنجاز المهمات المطلوبة منها تجاه الأهالي، معتبراً أنها لم تستفد مما حل بالأهالي في كارثة تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وذكر أن ذكرى الكارثة لم تبرح أذهان أهالي جدة، «لا سيما في الأحياء الشرقية التي تضررت كثيراً منها، ولا تزال تعاني من تداعياتها حتى اللحظة». مؤكداً أن الصغار باتوا يعانون من فوبيا المطر، بعد أن كانوا يحتفون بهطوله قبل «الكارثة». من جانبه، أعرب حامد الياسر عن غضبه بسبب بقاء مياه الأمطار راكدة أمام بوابة متجره منذ يومين، مشيراً إلى أنها تمنع وصول «الزبائن» إليه، فضلاً عن أنها تحولت إلى مراتع للأوبئة والحشرات ومصدر قلق لأبناء الحي كافة. وأبدى قلقه من أن تستمر المستنقعات في موقعها فترة طويلة، حاضاً الجهات المختصة وفي مقدمها الأمانة على التحرك سريعاً، وإنقاذ الحي وإزالة الملوثات كافة منه، والعمل بجد لإنشاء مشاريع تدرأ عنهم المخاطر.