دار جدل واسع بين أعضاء مجلس الشورى في الملف الشائك وهو الزواج من الخارج، واختلف الأعضاء في الموافقة من عدمها على التوصيات التي قدمتها لجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة والشباب في المجلس، التي ترأسها للمرة الأولى نائب رئيس مجلس الشورى الدكتور بندر حجار، وحصل الجدل في التوصية العاشرة التي نصت على إعادة النظر في ضوابط الزواج من الخارج، الصادرة بقرار من وزير الداخلية بخفضها بما يسهم في التغلب على الآثار السلبية لظاهرة هذا الزواج، وقد تساوى التصويت، وهذا لم يحدث منذ زمن طويل بين أعضاء المجلس، ما جعل رئيس الجلسة الدكتور الحجار يُسقط التوصية، إضافة الى إعادة صياغتها. يرى المعارضون للتوصية أنها ستشكل خطراً كبيراً وستفتح باب الزواج من الخارج على مصراعيه، وطالب الأعضاء المعارضون بإسقاط التوحيد وإبعادها، لأن هناك كثيراً من السلبيات لظاهرة هذا الزواج غير المجدي، ويفتح باب المشكلات ونحن في غنى عنها. على ضوء تلك الدراسات التي تتعلق بالزواج من الخارج اتضحت الرؤية بأنه قد يضر بالمصلحة العليا للوطن وأبنائه من جراء ذلك، وعلى المسؤولين وضع أنظمة وتعليمات مشددة، مع خفض نسبة الطلبات في هذا الشأن لمن يرغبون الزواج من الخارج في حدود 10 في المئة فقط عند الضرورة، اذا لزم الأمر بذلك من أجل سلامة وأمن الأسر والمجتمع السعودي، حتى نكون بعيدين عن المشكلات والمآسي التي تترتب على هذا الزواج، وحفاظاً على سلامة مجتمعنا وأمن بلادنا بعدم السماح لشبابنا للزواج من خارج البلاد. إنني أدعو اخواني المواطنين الغيورين لدينهم ومبادئهم أن يبادروا بالتعاون التام، وفتح المجالات أمام شباب هذا الوطن بخفض مهور الزواج وعدم المبالغة فيها، وكونوا متسامحين، وعدم المغالاة والابتعاد عن المطالبات الكثيرة التي يطالب بها أهل العروس العريس من أجل إقامة حفلة العرس، لكي لا يهرب الشباب للزواج من فتيات هذه البلاد الخارجية. ايها الآباء ساعدوا هؤلاء الشباب وافتحوا لهم المجال والقبول في تزويج بناتكم بيسر وسهولة من دون أي كلفة كبيرة ومن دون مباهاة في الأمور بزواج بناتكم، وأفسحوا المجال للشباب وكذلك للبنات، ولا تعقدوا أمورهم ويسروا مطالبهم، لأن الزواج ليس كالسلع من البضائع تعرض للبيع والشراء، وأحرصوا على توجيهات الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام بالنسبة لأمور الزواج، ووفقاً للمبادئ الاسلامية السمحة، وذلك لمنع شبابنا من الاتجاه للزواج من الخارج، بينما بناتنا ينتظرن هذا الزواج الى أن يؤدين العوانس ذلك بسبب تعنت الآباء والأهل في أمور زواجهن والمغالاة فيه. اتقوا الله أيها الآباء في أنفسكم وأبنائكم وستحاسبون أمام الله يوم القيامة، لأنكم بذلك تكونون قد فتحتم باب المفسدة والمشكلات في محيط الأسرة والمجتمع في بلادنا، وفي الوقت نفسه يجب عليكم أن تكونوا قدوة حسنة للآخرين وما تتمتعون بانتمائكم لهذه البلاد الغالية الطاهرة التي تحتضن أشرف بقعة مكةالمكرمة والمدينة المنورة، التي قد تعطي الأثر الكبير لأبنائها القاطنين فيها لأن يكونوا ملتزمين بآداب هذه البلاد وأخلاقياتها، وأن يتمسكوا بفضائلها ومكارمها، فكيف نحن من سكانها. يا إخواني الآباء تمسكوا بآداب وأخلاق نبي الهدى والرحمة لتنالوا الخير والبركة، ساندوا وساعدوا من يريدون الزواج من أبنائكم المواطنين، ذلك من أجل مصلحة الجميع، وكذلك لمصلحة بناتكم ولحمايتهن من الانحراف وخروجهن من البلاد للزواج أو لغير ذلك، وحتى لا يفعلن ما يحلوا لهن، فأنتم المسؤولون عن أولادكم أمام الله وأمام ضمائركم، وتقولون بعد ذلك يا ليت ما عملنا هذا، حيث لا ينفع الندم بعد العدم. أرجو من المسؤولين المختصين بمجلس الشورى العمل على خفض الزواج من الخارج، وعدم السماح بزيادة العدد، حفاظاً على سلامة الأسر والمجتمع في بلادنا الغالية، لكي يعيش جميع أبناء الوطن حياة كريمة بعيداً عن المشكلات تحت مظلة الدولة، لينعم الجميع بالنعم والخير في ظل عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود. عبدالحليم بن عبدالعزيز تميم – جدة