كابول، لندن - أ ف ب، رويترز – اعلن الناطق باسم الجيش البريطاني غوردن مسنجر في لندن أمس، ان قادة الحلف الاطلسي (ناتو) في افغانستان «راضون جداً» عن التقدم الميداني الذي تحقق في اليوم الاول من عملية «معاً» التي تهدف الى استعادة منطقة مرجه بولاية هلمند الجنوبية من حركة «طالبان». واشار الحلف الى مقتل 20 متمرداً واعتقال 11 آخرين، في مقابل سقوط 5 جنود في صفوفه، فيما شهدت ولاية قندهار التي تبعد 200 كيلومتر من هلمند مقتل جندي اميركي وآخر كندي في حادثين. وأكد مسنجر تحقيق «الهدف الرئيسي» للعملية الضخمة التي يشارك فيها 12500 جندي اجنبي و2500 جندي افغاني، و»المتمثل في السيطرة على التجمعات السكنية الكبرى والمرافق الأساسية على غرار مراكز الشرطة» في منطقة مرجه، مشيراً الى اندلاع معارك متقطعة «أظهرت ارتباك المتمردين وافتقادهم التنظيم». وصرح وزير الدفاع الافغاني عبد الرحيم وردك في مؤتمر صحافي عقده في كابول، بأن العملية في مرجه «تسير في شكل جيد وبحسب المخطط»، موضحاً أن «هدفها ليس القضاء على طالبان بل فصل السكان عن المسلحين». وتشكل العملية بداية حملة واسعة لبسط سيطرة كابول على مناطق تخضع لنفوذ المتمردين هذه السنة، قبل ان تبدأ القوات الأميركية خفض عدد عسكرييها بحلول تموز (يوليو) 2011. كما تمثل العملية اختباراً اولياً لقرار الرئيس الأميركي باراك أوباما ارسال 30 الف جندي الى افغانستان. وتشكل منطقة مرجه، بحسب مصادر عسكرية غربية، احد اكبر معاقل «طالبان» في افغانستان، وتضم حقولاً واسعة لزراعة الخشخاش الذي تستخدم الحركة موارده لتمويل هجماتها. وتحدث سكان عن انتشار الجنود الأجانب والافغان «في كل مكان»، وهم ساعدوا مدنيين في مغادرة المنطقة، الى عاصمة الولاية لشكرجاه، حيث شُدِدت اجراءات تفتيش السيارات التي نقلت نازحين من مناطق القتال. واطلقت العملية في وقت متقدم ليل الجمعة – السبت، عبر انزال 60 مروحية بعضها من طراز «تشينوك» عشرات من جنود قوات مشاة البحرية الأميركية (مارينز) في مرجه، فاشتبكوا سريعاً مع مقاتلي الحركة. وآزرتهم قوات بريطانية من الشمال، ساندتها دبابات ووحدات هندسية قتالية ارسلت على الأرجح لتفكيك عبوات زرعتها «طالبان» في الايام الاخيرة . وأبلغ بعض سكان مرجه «المارينز» بوجود قنابل زرعت بين جدران تفصل شوارع عن منازل. وشدد نازحون على اهمية حماية المدنيين وعدم قصف اماكنهم، في وقت اوصى الرئيس حميد كارزاي القوات الافغانية والاجنبية بتوخي «اكبر مقدار من الحذر لتفادي اصابة مدنيين»، وتطبيقها «اجراءات وآليات محددة لحمايتهم»، في ظل تخوفه من ان يقوّض سقوط عدد كبير من المدنيين فرص حكومته لنيل مزيد من الدعم. وجدد الرئيس الافغاني دعوته «طالبان» مجدداً الى القاء السلاح، والافادة من فرصة شن العملية الحالية، لنبذ العنف والعودة الى الحياة المدنية.