أفادت صحافية في "وكالة الأنباء الفرنسية" أن صحافيين فرنسيين يشتبه بأنهما حاولا ابتزاز المغرب بمعلومات وُصفت بالمزعجة، أُحيلا إلى القضاء ونُقلا أمس (الجمعة) إلى قصر العدل في باريس لتوجيه الاتهام إليهما رسمياً على الأرجح. وذكر مصدر قريب من الملف أن الصحافيين ايريك لوران وكاترين غراسييه، أوقفا أول من أمس في باريس عند مغادرتهما اجتماعاً مع ممثل مغربي، جرى خلاله "تسليم وقبول مبلغ مالي". وأكد ايريك موتي، محامي كاترين غراسييه، وجود "صفقة مالية في ملابسات مقلقة جدا". وفتحت نيابة باريس الأربعاء الماضي، تحقيقاً أوليا في الحصول على أموال ومحاولة ابتزاز. وبحسب رواية محامي المغرب ايريك دوبون موريتي، تعود القضية الى 23 تموز (يوليو) الماضي، عندما اتصل اريك لوران بالديوان الملكي المغربي ليطلب موعداً وقال إنه يُعدّ لكتاب. والصحافي لوران البالغ من العمر 68 عاما ليس مجهولاً في المغرب، إذ نشر في عام 1993 كتاب مقابلات مع العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني، والد العاهل المغربي الحالي محمد السادس. وفي بداية عام 2012، أصدر لوران مع غراسييه كتاباً ضد العاهل المغربي يحمل عنوان "الملك المفترس"، مُنع على إثره توزيع عدد من صحيفة "إل باييس" الإسبانية في المغرب على خلفية نشرها مقاطع مطوّلة من الكتاب. وبعد اتصال الصحافي بالديوان الملكي، التقى به ممثل عن الديوان هو محام مغربي. وأوضح المحامي موريتي ان "ايريك لوران قال إنه أعد كتاباً مع غراسييه، ومقابل ثلاثة ملايين يورو لن ننشر الكتاب". وتقدم المغرب بشكوى في باريس دفعت النيابة إلى فتح تحقيق. وذكر موريتي أن لقاءات نظمت وسُجّلت بين ممثل الملك والصحافيين". وقال موتي إن "المحامي المفوض من جانب الملك نصب فخاً للصحافيين من خلال تسجيلات"، موضحاً أنه "اعتمد في هذه القضية منطق الحيلة". وأوضح موريتي أن الصحافيين خرجا من آخر لقاء في باريس الخميس تحت مراقبة الشرطة ومعهما "دفعة مسبقة قيمتها 40 ألف يورو لكل منهما"، وأوقفا بعيد ذلك وأودعا التوقيف الاحتياطي في مقر جهاز "مكافحة التجاوزات في حق الأفراد". ونشر الصحافيان كتباً عدة من قبل. ومن كتب لوران: "بوش وإيران والقنبلة" و"الوجه الخفي للنفط" و"الوجه الخفي ل 11 أيلول (سبتمبر)". أما غراسييه، فنشرت "حاكمة قرطاج: الاستيلاء على تونس" و"ساركوزي القذافي القصة السرية لخيانة". وأكدت دار النشر الفرنسي "سوي" أنهما "كانا يعدان كتاباً عن ملك المغرب كان يفترض أن يصدر في كانون الثاني (يناير) أو شباط (فبراير)" المقبلين. وقال الصحافي نيكولا بو الذي شارك في تأليف كتاب "حاكمة قرطاج" إنه "إذا تبين أن هذه الوقائع صحيحة، فإن الأمر مفاجىء بالنسبة لكاترين لأنها ليست من النوع الذي يرتكب جنحاً كهذه". وتأتي القضية في أجواء من المصالحة بين باريس والرباط اللتين عزّزتا علاقتهما مطلع عام 2015 بعد خلاف على شكاوى في باريس بتهمة تعذيب رئيس جهاز مكافحة التجسس المغربي عبد اللطيف حموشي.