نشطت الحركات الشبابية التي تشكلت على خلفية أزمة النفايات في بيروت وجبل لبنان والتي مر على اعتصاماتها اليومية أسبوع، لتكثيف حجم المشاركة في التظاهرة المقررة في السادسة مساء اليوم في ساحة الشهداء. على أن أهداف التحرك بدأت تنتفخ لتحفل بشتى أنواع المطالب السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومثلها انتفخت الإجراءات الأمنية المتخذة في قلب بيروت، فالأسلاك الشائكة الفاصلة بين ساحة رياض الصلح والطريق المودي إلى السراي الكبيرة مقر رئاسة الحكومة، تحولت غابة من الحديد يستحيل خرقها، وبقيت الشوارع التي كانت عرضة للتخريب والتكسير في محيط مبنى اللعازارية وساحة الشهداء على حالها من الخراب بانتظار مرور قطوع الاحتجاج الجديد اليوم قبل التفكير بإعادة إشارات السير إلى أمكنتها وتصليح علب ال «باركميتر» التي نهبت، وكاميرات المراقبة التي حطمت واقتلعت من الجدران العالية. وإذ أوحى عقد المنظمين أكثر من مؤتمر صحافي أمس، لتوجيه دعوات منفردة إلى المشاركة في «استحقاق» اليوم، بأجواء وجود انقسامات بينهم، إلا أن المنظمين أصروا على وحدتهم. وانضمت أمس حركات وجمعيات أهلية تحمل مطالب، بعضها مزمن كقضية المفقودين والمخطوفين خلال الحرب الأهلية، إلى الداعين للتظاهر، مثلما انضم إلى الداعين أحزاب من دون أن تلجأ الى الغطاء الأهلي، ك «الحزب الشيوعي اللبناني». أما خارج بيروت، فقد بقيت أصوات الاحتجاجات المناطقية على مكبات للنفايات نمت بشكل عشوائي في محيط قراهم وسهولهم، أقل شأناً. وكانت حركة «بدنا نحاسب» أكدت من ساحة رياض الصلح، التي يخضع فيها لليوم الثاني على التوالي تمثال صاحبها لعملية تنظيف وتأهيل بعد الخراب الذي تعرض له، أن «التنسيق مع الحركات المتبقية موجود لتوحيد التحرك». وقال الناشطون فيها خلال مؤتمر صحافي، انضم إليه الجريح علي جبق (تعرض للضرب الأحد الماضي)، إنهم سيرفعون احتجاجاتهم على التوقيفات التي حصلت بحق المتظاهرين، متحدثين عن 11 موقوفاً، 3 منهم في المحكمة العسكرية ولا يعرفون مصير الباقين. وأكدوا انهم «لا يقودون الناس إنما نريد تلبية مطالب الناس وليس غيرهم»، في إشارة إلى رفض مشاركة السياسيين وأنصارهم لحرف التحرك عن غاياته. وقالوا إنهم سيحتجون في الشارع ضد «انقطاع الكهرباء والماء وللمطالبة بحق السكن وبجيش قوي وعدم مصادرة صوت الناخب وضد الإقطاع السياسي، وضد خصخصة النفايات وإعادته الى البلديات وللمطالبة أيضاً بلبنان دائرة انتخابية واحدة». ولفتوا إلى أن التنسيق مع القوى الأمنية «يومي لكن هذه القوى تتجاوز في أحيان الأعراف المتفق عليها». وشددوا على أن «الشارع سيكون سلمياً وسيشارك فنانون ومثقفون وممثلون وهو مفتوح لمن يريد التعبير عن وجعه. فهل نقمع الناس لمجرد أنهم يعبرون عن وجع وغضب؟». وحضوا الناس عبر كاميرات التلفزة التي تتنافس على النقل الحي من قلب بيروت على «النزول الى الشارع اليوم. فلا تخافوا، لن يرد أحد، حقوقكم إلا أنتم». وتوجهوا إلى القوى الأمنية والسياسية: «اسمعوا حلولنا للمشكلات ولا تطلقوا الرصاص لا المطاطي ولا الحي علينا». وأكدوا أنهم سيرفعون «دعاوى قانونية لملاحقة العسكريين الذين اعتدوا على المتظاهرين». وأكدوا أن «قضية الجرحى هي قضية حق عام». ومساء، نظمت الحملة مسيرة من ساحة رياض الصلح الى وزارة الداخلية في محلة الصنائع «للمطالبة بمحاسبة من أمر بإطلاق النار وضرب الناس وماطل في إجراءات الإفراج عن المعتقلين بما يخالف القانون». وفي الوقت ذاته، عقدت حملة «طلعت ريحتكم» مؤتمراً صحافياً للحض على المشاركة في تحرك اليوم. وحددوا الانطلاق من وزارة الخارجية الى ساحة الشهداء. وكانت بلدية الناعمة- حارة الناعمة قررت بإجماع أعضائها «رفض إعادة فتح المطمر ولو لساعة واحدة»، وتمنت على المعنيين «عدم ذكر هذا الاحتمال لا كحل موقت ولا كحل دائم». أما في منطقة عكار، فتداعت هيئات المجتمع المدني الى مؤتمر بيئي وشارك فيه ممثلو 17 جمعية في عكار، وانتهى الى قرارات ب «تشكيل قوة ضغط لرصد ومنع دخول النفايات إلى عكار، المطالبة بإعادة أموال البلديات من الصندوق البلدي المستقل من خلال رفع دعوة قضائية للاستحصال على هذه الأموال، المطالبة باللامركزية الإدارية لمعالجة النفايات». جعجع وأثنى أمس، رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في تغريدة على تويتر، على «وعي بعض هيئات المجتمع المدني التي قرنت القول بالفعل لجهة طرح المشكلة والحلول العملية لها، مثل «طلعت ريحتكم» و «شو ناطرين» و «بدنا رئيس».