يصل رئيس هيئة الأركان في الجيش الأميركي الأميرال مايكل مولن الى المنطقة اليوم في زيارة محورية تشمل أبرز اللاعبين الاقليميين، ويتصدرها البحث في ضمان أمن منطقة الخليج والمنظومات الدفاعية التي تنوي واشنطن نشرها لردع ايران، الى جانب تعزيز التعاون العسكري والاستخباراتي وتحصين المظلة الأمنية لتلك الدول بشكل يضمن استقرار المنطقة ويحتوي النفوذ الايراني. وعلمت «الحياة» أن مولن غادر واشنطن أمس الى مصر، في جولة تستمر ستة أيام تقوده الى اسرائيل والأردن، قبل انتقاله الى الخليج حيث سيزور الامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية. ويلتقي المسؤول الاميركي، خلال الجولة، كبار القيادات العسكرية في تلك العواصم. وأكدت مصادر اميركية مطلعة ل «الحياة» أن جولة مولن يتصدرها التركيز على الأمن الاقليمي، وسبل احتواء النفوذ الايراني وتوفير مظلة أمنية لدول المنطقة. ولاحظت ان الزيارة ترتبط، من حيث التوقيت، بخطة ادارة الرئيس باراك أوباما بنشر منظومات دفاعية جديدة من صواريخ «باتريوت» المضادة للصواريخ في قطر والبحرين والامارات والكويت، تحسباً لأي هجوم ايراني. وترى ادارة أوباما في المنظومة الجديدة خطوة لردع ايران من اطلاق صواريخ تهدد المنطقة، وفي الوقت نفسه طمأنة اسرائيل وتفادي أي ضربة عسكرية تقوم بها ضد ايران في المدى القريب. يذكر ان مولن من أبرز المعارضين لضربة عسكرية أميركية ضد ايران في المدى المنظور. وتأتي الزيارة في ظل حركة ديبلوماسية أميركية مكثفة في المنطقة محورها الملف الايراني، وبعد قيام كل من رئيس وكالة الاستخبارات المركزية ليون بانيتا بجولة شملت مصر واسرائيل، وقبلها زيارة مستشار الأمن القومي جايمس جونز وفريقه. وسترتكز محادثات مولن أيضاً على التعاون العسكري والاستخباراتي في ملاحقة تنظيم «القاعدة» وضمان الاستقرار في اليمن. وتؤكد مصادر أميركية أن التعاون العسكري زاد الى حد كبير بين واشنطن ودول الخليج في ظل ادارة أوباما، وهذا ما تعسكه أرقام الموازنة الدفاعية والزيادة التي شهدتها المساعدات لست دول عربية (المغرب، السعودية، مصر، الكويت، الامارات، والأردن) وليصل حجمها الى عشرة بلايين دولار. من جهة أخرى (أ ف ب)، أرجأت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون زيارتها المقررة اليوم الى قطر والسعودية يوماً واحداً، بعد العملية الجراحية في القلب والتي أجريت لزوجها الرئيس السابق بيل كلينتون. وتزور كلينتون الرياضوجدة في 15 و16 الجاري للقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، على ان تعود الثلثاء الى الولاياتالمتحدة. وتشارك كلينتون في قطر يوم الاحد في منتدى «اميركا والعالم الاسلامي»، وتلقي كلمة فيه. كما يلقي اوباما كلمة مصورة في المنتدى. واوضح معهد «بروكينغز» للأبحاث الذي يشارك في تنظيم المنتدى ان «قادة العالم الاسلامي سيجتمعون للتحاور على مدى ثلاثة أيام مع مسؤولين اميركيين كبار وممثلين عن المجتمع وخبراء». واضاف، في بيان، انه «بينما الرئيس اوباما مصمم على طي صفحة العلاقات بين الولاياتالمتحدة والمجتمعات الاسلامية في العالم، يدرس المؤتمر كيفية بناء شراكات اكثر صلابة للمساعدة على ردم الهوات العميقة في مجتمعاتنا». ويشارك في المؤتمر ايضاً عن الجانب الاميركي رئيس معهد «بروكينغز» ستروب تالبوت والمبعوث الاميركي الخاص الى افغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك والسيناتور الديموقراطي جون كيري.