بات العنصر البشري يشكل الركيزة الأساس لنجاح المؤسسة المصرفية، وفقاً لرئيس الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب رئيس جمعية مصارف لبنان جوزف طربيه، في افتتاح «الملتقى السنوي للموارد البشرية في المصارف العربية» في دورته الرابعة، الذي نظمه اتحاد المصارف العربية في فندق «روتانا - جفينور» في بيروت. ولفت طربيه إلى أن الرواتب والأجور وملحقاتها «تشكل أكثر من 85 في المئة من النفقات العامة في المصارف والمؤسسات المالية، فلنا أن نتخيل المردود المفترض أن يعود على المساهمين أو المالكين في مقابل ما يُنفق على العنصر البشري في البنك». وشدد على «تعزيز ثقافة الشراكة الاستراتيجية بين الإدارة العليا وإدارة الموارد البشرية في المصرف، وصولاً إلى تحقيق أهداف المصرف المتمثلة في تعزيز ربحيته وتأمين سلامته ضمن مستويات مقبولة من الأخطار، مع الأخذ في الاعتبار التزام المتطلبات الرقابية الصادرة عن السلطات الدولية والمحلية». وخلُص طربيه إلى أن «أحد أهم أسباب نجاح المصرف هو مدى ارتباط الموظف بمؤسسته وولائه لها»، مشدداً على «وضع سياسات سليمة وموضوعية لإدارة تقويم الأداء والجودة». ورأى النائب الأول لحاكم مصرف لبنان المركزي رائد شرف الدين، أن «أزمة الأسواق المالية أظهرت مدى عمق المحنة الأخلاقية في الفكر الرأسمالي». وقال إن أزمة التدقيق «أظهرت إلى أي مدى يمكن الموظف غير المسؤول أن يصل من أجل تحقيق مصالحه، كما أكدت هذه الأزمة أن صمامات أمان الأسواق والاقتصاد كشركات التدقيق مثلاً، يمكن أن تكون بذاتها أداة شريكة في إحداث الأزمات في حال اختلال الفكر الأخلاقي لدى مواردها البشرية». واعتبر رئيس مجموعة مديري الموارد البشرية في الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب جورج ابي حنا، أن «ما يميز مصرفاً عن آخر هو الاستراتيجية التي ترسمها الإدارة عبر عملية استقطاب العناصر الموهوبة واستبقائها، والتي تبني من خلالها أسس العمل المصرفي السليم ما يجعل إدارة المواهب من أهم أدوات الموارد البشرية، التي تعزز دورها كشريك في القرار».