صدر عن دار الكوكب التابعة لدار «رياض الريس» رواية للكاتبة السورية عبير اسبر بعنوان «قصقص ورق». تتميز الرواية بواقعيتها وفيها تروي الكاتبة تجربتها ومعاناتها الشخصية في العمل الفني والأدبي حيث الانعكاس القوي للفشل السياسي والحزبي والمؤسساتي على الواقع الذي تعيشه شعوب المنطقة. ومن جوّ الرواية: «لن أكمل الحكاية، لأني أبرئ نفسي من التاريخ، من الذكرى، وما يفعله إحياء الذكرى، بريئة أنا من الحقيقة، وبشاعة الحقيقة، من التاريخ، وغباء التاريخ، وقسوة صانعيه. من هنا أعلن براءتي مني، من الهويات ولعناتها! أعلن براءتي من لبنانية زياد وايليا، وسورية عبير ومازن، وعراقية نجم! أعلن براءتي من البشاعة والخوف والانتماء لبلدان لا تريدنا، وهويات تجلدنا، تلعننا، ترمي بنا على أرصفة مدنها كالشحاذين، أعلن براءتي، خلاصي من مخيلتي، من تلفيقي من صدقي/ من كذبي. ثم خوفاً منكم وبحثاً عن العفو، أبرئ نفسي من كل ما كتبت!». وعن الدار نفسها صدرت رواية جديدة للكاتبة السورية مها حسن بعنوان «تراتيل العدم». وفيها تعالج مها حسن موضوع الخلق والعدم بطريقة مبتكرة.والرواية خيالية أسطورية ممهورة بطبائع الإنسان: حب، حقد، غضب، غيرة... ومن الرواية: «كان يحس أنه خليط: واقع وحلم، منام وصحو، أحداث وقعت وأحداث يظن أنها وقعت، وهي إما لم تقع، وإما وقعت ونسيها، كأن يكون قد زرع أبناء في أرحام ما، أو أنه يتصور ذلك، خليط من أبوين مختلفي التكوين، من امرأة نصف حاضرة، وأكثر من نصف غائبة، وأب مسافر ومبتعد وفي شبه غياب تام، امرأة يشك بأصلها ومنشئها، وجدة سحرية وشبه أسطورية». وعن الدار نفسها صدر أيضاً للكاتبة السورية رواية بعنوان «حراس الهواء». بطلة الرواية مترجمة فورية في احدى السفارات، ومن طبيعة عملها أن تتلقى الكثير من طلبات اللجوء الى تلك الدولة. ومعظم طالبي اللجوء مضطهدون في بلادهم حيث الأنظمة القمعية تمارس التهديد والوعيد، وتوقع أفظع أنواع التعذيب وتكبت الحريات والأنفاس ويمارس فيها أصحاب النفوذ مهمات «حراس الهواء»! تتفاعل «عنات» المترجمة مع هذه الأحداث فيما ترويها للقارئ مضيفة اليها وقائع حياتها الشخصية والعاطفية بما يضفي على الأحداث نوعاً من الإثارة والتشويق. هنا مقطع: «انها التفاصيل اللعينة... التفاصيل... التفاصيل. على رغم اعتقادها بأنها اعتادت على هذي القصص. وتشكلت لديها مناعة من آلام اللاجئين عبر سنوات من عملها في السفارة. ليست مناعة في هذا المعنى! انه تداخل معهم، تمازج، جعلها تتحول يوماً بعض يوم الى جزء من تلك الحكايات، لا مجرد مستمعة خارجية. كأنها، بترجمة ما يقولون، تعيد تدوين ما عاشوه، أو تعيد عيشه من جديد بجسدها، بإحساسها، بثقافتها الخاصة والحميمة. تتحول من مترجمة - هي في النهاية تعبث باللغة أو تعيد كببغاء قول ما يبدعه الآخرون - الى مشارك في كل تلك الوقائع التي حصلت أو لم تحصل».