نائب وزير الخارجية الاسرائيلي داني أيالون الذي أتقن استخدام الصورة التلفزيونية ليذل أو يحرج من يظن أنه أساء إلى بلده، ذاق طعم تلك «الإهانة» في جامعة أكسفورد البريطانية. فأيالون سعى قبل مدة إلى الرد على مسلسل تلفزيوني تركي يحاول إظهار جرائم ارتكبتها حكومته في حق غزة وشعبها، بأن استدعى السفير التركي إلى مكتبه بعدما هيأ عدسات وكاميرات، وجعله ينتظر أمامها على بابه ثم أجلسه في كرسي أقل ارتفاعاً من كرسيه ليظهر مهاناً إعلامياً، لكن رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان عرف كيف يجعل اسرائيل تعتذر. كما ان طلاباً في بريطانيا، ردّوا لأيالون الصاع صاعين ليس على خلفية هذا المسلسل، انما على خلفية الحقائق والصور الحية التي كانت تبث أثناء الحرب على غزة فوقفوا أمامه في محاضرة ليقولوا له بالفم الملآن عبر الشاشات: «أنت مجرم حرب» و«دولتك قمعت وقتلت فلسطينيين» و«فلسطين ستحرر»... ما اضطره الى مغادرة القاعة محمياً بحراسه، ولم تتسن له حتى مصافحة مضيفيه. وكان زميله في الديبلوماسية الإسرائيلية السفير لدى واشنطن مايكل أورين لقّن درساً مشابهاً أو أكثر حدة من طلاب في جامعة كاليفورنيا في الولاياتالمتحدة حيث كان يلقي كلمة في احدى قاعاتها فانتفض في وجهه الطلاب منددين بممارسة سلطات بلده وارتكابها جرائم حرب في غزة، ما اضطره إلى قطع كلمته ومغادرة القاعة، وأمام الشاشات أيضاً. وكان لافتاً أنه لم يتمكن من العودة إلا بعد تدخل الشرطة واعتقالها طلاباً من دون أن يحول ذلك دون مواصلة الطلاب هتافهم ضد السفير ودولته والقول له: «كم فلسطينياً قتلتم؟»، و«نتهمك بارتكاب جرائم حرب». وعلى رغم أهمية تلك الصور التلفزيونية من وراء البحار، يبقى أهم منها أن في تلك البلاد البعيدة خلف البحار، رأياً عاماً تجاوز مسألة الاقتناع بأحقية القضية الفلسطينية الى القيام بتحركات والقول للقاتل انت «قاتل بعينك». وهذا أمر إذا نما وتضخّم سيكون له شأن كبير مستقبلاً. والفضل كل الفضل في ذلك يعود الى تلك الصور التلفزيونية التي كانت أثناء العدوان تنقل صور القتل والقتلى... اما الآن فبدأت تظهر صور القاتل يؤنّب في المكان المناسب.