تشارك قناة «الجزيرة للأطفال» في «مهرجان برلين الدولي للسينما» الذي انطلق أمس، ويستمر حتى 21 الجاري، من خلال الفيلم الوثائقي «عايشين» للمخرج السويسري نيكولا فاديموف الذي يتناول الآثار التي خلّفتها الحرب الإسرائيلية على غزّة عام 2008. وتعتبر هذه التجربة، كما يقول بيان القناة، «الأولى من نوعها، إذ لم يسبق لقناة عربية أن قدّمت عملاً سينمائيًا وثائقيًا ضمن مشاركة رسمية في هذا المهرجان الذي يعدّ أحد أهمّ أربعة ملتقيات سينمائية عالمية هي إلى جانب برلين، مهرجان «كان» في فرنسا و«البندقية» في إيطاليا، وجائزة الأوسكار الأميركية. وكانت «الجزيرة للأطفال» تلقت قبل ثلاثة أشهر طلباً من إدارة مهرجان برلين لتقديم هذا العمل في عروض المنتدى. و«عايشين» هو إنتاج مشترك قطري سويسري، إذ أنتجته «الجزيرة للأطفال» بالاشتراك مع التلفزيون السويسري وشركة «عكا للسينما» التي يديرها مخرج الفيلم نيكولا فاديموف. ويقول فاديموف إنّه تمكّن وفريق التصوير من دخول غزة بعد رحلة مضنية وانتظار لأكثر من أسبوعين، مشيراً إلى أنّه لم يكن يعلم طبيعة ما سيعاينه ويسجله لبناء الفيلم. ويضيف: «تساءلت كثيراً من أين سأبدأ وماذا سأصوّر وأنقل. إنها كارثة حقيقية بكل المقاييس... أردت أن يرى العالم ما أراه بعيني وأشهده من خلال تصوير الشعب الصامد... أردت أن أنقل الحقيقة التي لا ريب فيها أن الحياة تستمر وأن للناس قدرة خارقة على البقاء وتجاوز أشد المحن». واعتبرت رئيس إدارة البرامج في قناة «الجزيرة للأطفال» مليكة علوان «أن مشاركة «عايشين» في برلين بطلب من إدارة المهرجان تمثّل بالنسبة الى القناة إنجازاً يعد سابقة وتتويجاً لسياستنا الإنتاجية الجريئة والطموحة. كما أن هذه المشاركة تضع على عاتقنا تحديات كبيرة في الوفاء بالتزامنا تجاه قضايا الإنسان العربي». وأضافت «أنّ فيلم «عايشين» هو بمثابة الصدى في الذاكرة كي لا ينسى العالم، وكي لا ينسى الإسرائيليون ولا يغفل العرب أن ما جرى في غزة عام 2008 هي حرب همجية بأدوات وأسلحة غير تقليدية، ولا يمكن تبريرها لا بمنطقٍ ولا حجة». وأشارت علوان الى «أن الجزيرة للأطفال» أوكلت مهمة إنجاز هذا الفيلم لمخرج غير عربي، تحديداً من سويسرا للحفاظ على درجة كبيرة من الحياد والتجرّد في المعالجة والطرح».