أكد خبراء أن الاهتمام المتزايد بمخاوف الأمن الغذائي، دفع الدول العربية عموماً ومنطقة مجلس التعاون الخليجي خصوصاً، للسعي إلى إيجاد حلول للتغلب على المشاكل والصعوبات التي تعيق عملية زيادة الإنتاج الزراعي، واستصلاح الأراضي القاحلة. وفي وقت تضغط أزمة الغذاء العالمية بقوة، يأتي الاستثمار في شراء مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية في دول نامية، كأحد الحلول المطروحة لتأمين الاحتياجات الغذائية في منطقة الخليج، التي تستورد اكثر من 90 في المئة من احتياجاتها الغذائية. وأظهرت بيانات المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية، أن منطقة الشرق الأوسط تعتبر واحدة من أكبر المناطق في مجال الاستثمار في الأراضي بمساحات تصل إلى 1.1 بليون هكتار، تم شراؤها في دول مثل باكستان والفيليبين وأفريقيا على مدى الأعوام الثلاثة الماضية. وأشار مدير معرض «أغرا» الشرق الأوسط جوترام مالهوترا، إلى انه «في ظل التداعيات السلبية للمشاكل المناخية والبيئية حول العالم والتي باتت عاملاً في تناقص الإنتاج الزراعي، تبذل دول مجلس التعاون الخليجي والدول المجاورة لها في المنطقة، جهوداً كثيفة للتغلب على الظروف المناخية ومحدودية الموارد المائية المخصصة للزراعة والتربة القاحلة، بتبني بدائل وتقنيات حديثة متطورة لإنتاج قسمٍ من احتياجاتها الغذائية محلياً، وتقليل الاعتماد على استيرادها. وقال منظمو معرض «أغرا» المقرر أن تستضيفه إمارة دبي الشهر المقبل، إن دول المنطقة تعمل على زيادة الاستثمار في أساليب الزراعة الحديثة والمبتكرة وتقنياتها في إطار مساعيها إلى معالجة المخاوف المتعلقة بأمنها الغذائي وتقليص الاعتماد على استيراد احتياجاتها الغذائية بنسبة 90 في المئة. وبعيداً من حاجة المنطقة الملحة إلى تأمين الغذاء لعدد متنام من السكان، فإن انعكاسات الأزمة الاقتصادية العالمية على استثمارات الخليجيين في الأسهم والسندات، دفعتهم إلى توجيه استثماراتهم إلى قطاعات آمنة مثل القطاع الزراعي. وأكد تقرير اقتصادي، أن الاستثمار في القطاع الزراعي، يحقق للمستثمرين عوائد افضل من الاستثمارات التقليدية، جراء زيادة الطلب على الغذاء وارتفاع أسعاره في الأسواق العالمية. وأشار تقرير أصدرته وحدة إدارة الأصول في مصرف «دويتشة بنك»، إلى أن تغييرات هيكلية تعيد صوغ الأسواق في قطاع الزراعة، في ظل توقعات تشير إلى استمرار ارتفاع أسعار منتجات الغذاء. وقال اختصاصي الاستثمار في «دويتشة بنك» بيل باربر، إن الأسباب الكامنة وراء الارتفاع المطرد في أسعار الغذاء والمواد الزراعية ذات تأثير قوي.