«هرباً من الجحيم قررت الموت»... جملة تناقلتها معرفات ناشطة في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، بعد أن سلبت فتاة في ريعان شبابها روحها شنقاً في دار حي العمرة للرعاية الأسرية، في العاصمة المقدسة، إثر خلاف ومشادة بين عدد من النزيلات في الدار، ما دفعها إلى ربط قطعة من القماش في سقف الغرفة، والطرف الآخر حول رقبتها، لتنهي حياتها متدلية بين الأرض والسقف. وبعد أن فتحت العاملات في المؤسسة باب غرفتها، تفاجأن بجسد الفتاة يتدلى، ما دفعهم إلى الاتصال في الجهات المختصة، لمباشرة الحالة، وحضر أفراد الشرطة والبحث والتحري إلى موقع الانتحار، برفقة طبيب شرعي، ومعدات كشف البصمات، ليتولوا الكشف عن تفاصيله. بدوره، أوضح المتحدث باسم شرطة العاصمة المقدسة المكلف النقيب فهد المالكي، في تصريح صحافي، أن «الجهات الأمنية في شرطة العاصمة المقدسة، تلقت بلاغاً مساء يوم السبت، حول قيام مواطنة (في العقد الثاني)، بإيذاء نفسها بربط قطعة قماش حول عنقها، وفور تلقي البلاغ، جرى انتقال المختصين من مركز التنعيم والطبيب الشرعي والجهات الأخرى ذات العلاقة، وتبين بعد المعاينة والفحوصات الأولية اللازمة، أنها فارقت الحياة». وأشار النقيب المالكي إلى أنه تم حفظ جثمان المتوفاة في ثلاجة الموتى بالمستشفى، لاستكمال الإجراءات اللازمة. فيما أحيلت كامل الأوراق إلى جهة الاختصاص. وكانت نزيلة سابقة في إحدى دور الرعاية في المنطقة الشرقية، تحدثت عن «أيام الظلام والقهر» التي كانت تعيشها في الدار» على حد وصفها. وقالت: «الموت أرحم للفتاة من دخولها الدور، فالطعام، وهو أسهل ما يمكن نيله، لا نناله بسهولة، وخروجنا من الدار لا يأتي إلا بشق الأنفس». كما كشف عامل في إحدى تلك الدور ل«الحياة» (فضل عدم ذكر اسمه)، أن بعض الأطفال ينال أسوأ أنواع التعذيب النفسي والجسدي. وقال: «أمام ناظري في إحدى المرات شاهدت أحد العاملين يضرب طفلاً لم يتجاوز ال13 عاماً، ضرباً مبرحاً، وما كان من الطفل سوى أن يعود ويجلس في غرفته، وكأنه اعتاد الإهانة والضرب». ولم يتسنى ل «الحياة» الحصول على إجابة حول الحادثة من المركز الإعلامي لوزارة الشؤون الاجتماعية.