استعادت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية في افتتاحيتها، الأحد الماضي، الحادث المأساوي الذي تعرّض فيه مهاجرون الى الضرب بالهراوات من قبل عناصر الشرطة في جزيرة كوس اليونانية، للإشارة إلى تنامي النزعة العرقية ضد المهاجرين في أوروبا، وعجز الاتحاد الأوروبي عن إيجاد وسائل فاعلة لحل أزمة اللاجئين. وتحدثت الصحيفة عن احتجاز مهاجرين قبل نحو أسبوعين في ملعب من قبل السلطات اليونانية، من دون توفير أدنى شروط الراحة لهم، موضحة أنه تم نقل اللاجئين أخيراً، إلا أن الأزمة مستمرة مع استمرار وصول الهاربين الى الجزر اليونانية، وخصوصاً جزيرة كوس التي استقبلت أكبر عدد من اللاجئين منذ الحرب العالمية الثانية. وجاء في افتتاحية الموقع أن «أعداد اللاجئين في تزايد يومياً، وإنه من غير الممكن أن يتحمّل بلد أوروبي واحد، وخصوصاً اليونان، الذي يمتلك إمكانات متواضعة جداً، العدد الأكبر من المهاجرين»، مضيفة أن «الدول الأوروبية الشمالية فشلت في الاستجابة للأزمة بشكل إنساني وفعال، وعليها الآن التحرك لإيقاف المعاناة الإنسانية والتنقلات القاسية للاجئين، ومنع تعرضهم للهجمات العرقية». وشهدت ألمانيا، التي قبلت أكبر عدد لطلبات اللجوء من بين الدول الأوروبية، ارتفاعاً في معدل الهجمات العنصرية في النصف الأول من العام الجاري، وصلت إلى 202 هجمة استهدفت أماكن تجمّع اللاجئين، في الوقت الذي أعلنت فيه عن قبول أكثر من 17 ألف و900 طلب لجوء. وشهدت ألمانيا أكثر من 89 مسيرة احتجاج نظمها متظاهرون معادون للأجانب. وأظهرت وثيقة وزعتها الداخلية الألمانية، الثلثاء الماضي، تزايد أعمال العنف في العام 2014 بنسبة 40 في المئة عن الأعوام السابقة، إذ سجلت 352 جريمة عنصرية شرق ألمانيا،17 في المئة منها تم فيها استخدام العنف. وقال الناطق باسم «المجلس الأوروبي للاجئين والمنفيين» ثورفينور اومارسون: «سمعنا تقارير جديدة غير سارة (عن هجمات عرقية) في ألمانيا، على عكس باقي الدول التي شهدت اعتداءات أقل». وقال موقع «وول ستريت جورنال» إن رئيس الوزراء الهنغاري (...) أعلن «عن تعيين حرس صيادي الحدود على حدودها مع صربيا، لمنع تدفق المهاجرين غير الشرعيين الى أراضيها، إضافة الى تشييد سياج على طول الحدود الممتدة على 175 كيلومتراً مع صربيا». واتهم تقرير ل«منظمة العفو الدولية» النمسا بإهمال المهاجرين في مركز قرب فيينا، واصفاً أسلوبها في التعامل مع طالبي اللجوء ب«الفاضح». وأعادت كلّ من فرنسا وسويسرا طالبي اللجوء الى إيطاليا، في الوقت الذي تدرس الدنمارك قطع الفوائد التي تمنح للمهاجرين في محاولة لتخفيف تدفقهم اليها. وتقف بريطانيا على أهبة الاستعداد لاستخدام السلاح في مواجهة اللاجئين الذين يحاولون التسلل الى أراضيها، وخصوصاً أولئك المقيمين في مخيمات سيئة الخدمات في شمال فرنسا. يُذكر أن الاتحاد الأوروبي ناقش أزمة اللاجئين في اجتماع قمة عقدها في حزيران (يونيو) الماضي، لكن بعض الدول الأعضاء رفضت توزيع اللاجئين الذين وصل عددهم إلى 40 ألف لاجئ.