كابول، لشكرجاه (هلمند) - أ ف ب، رويترز - استعد آلاف من الجنود الأفغان وعناصر القوة الدولية للمساعدة في إحلال الأمن في أفغانستان (ايساف) ومعظمهم من الأميركيين، لشن هجوم واسع في ولاية هلمند (جنوب) هدفه طرد «طالبان» من أحد معاقلها هناك، وبسط سيطرة القوات الأفغانية والتحالف على المنطقة في شكل نهائي. وقال البريغادير جيمس كوان قائد القوات البريطانية في هلمند إن سيطرة جنود القوة التابعة لحلف شمال الأطلسي وحلفائهم الأفغان على الأراضي التي سينتزعونها من «طالبان» ستكون «إلى الأبد». وأوضح أن «المرحلة الحاسمة في هذه العملية لن تكون التمشيط بل استمرار السيطرة»، بما يتيح البناء وكسب تأييد السكان المحليين. وستستهدف العملية النموذجية السيطرة على منطقة مرجه المنتجة للأفيون، ما سيشكل أول امتحان فعلي للاستراتيجية التي أقرها الرئيس الأميركي باراك أوباما لنقل المسؤوليات الأمنية الى القوات الأفغانية. وأطلق على العملية اسم «مشترك» في إشارة الى الشراكة بين القوات الدولية والسلطات المحلية، الأمر الذي تطمح واشنطن الى تحقيقه في سائر المناطق الأفغانية، تمهيداً لسحب القوات الأميركية والأجنبية اعتباراً من منتصف العام 2011، الموعد الذي حدده أوباما. وتترافق العملية مع الاستراتيجية التي طرحها الرئيس الأفغاني حميد كارزاي بموافقة الأسرة الدولية، والقاضية بعرض مساعدات مالية ووظائف على عناصر «طالبان» الذين يتخلون عن سلاحهم لتشجيعهم على العودة الى الحياة المدنية. ولم تحدد الحكومة الأفغانية ولا قوة «ايساف» موعداً للهجوم على مرجه والذي «بات وشيكاً». وفرت 92 عائلة أي أكثر من ألف نسمة من سكان المنطقة البالغ عددهم 80 ألفاً. ولجأ الفارون الى لشكرجاه عاصمة هلمند، على حد قول حاكم الولاية محمد غلاب منقال أمس. وعلى بعد خمسة كيلومترات من مرجه، شوهد جنود أميركيون يفتشون المنازل والمباني بحثاً عن عبوات يدوية الصنع وألغام. وقال حبيب الله المسؤول الإداري في منطقة ناد علي المجاورة: «هناك قوات في محيط ناد علي ومرجه لكن العملية العسكرية لم تبدأ بعد». وقال يوسف احمدي الناطق باسم «طالبان» إن مقاتليها «مستعدون (للمقاومة) ومعظمهم من هذه المنطقة. وأرسلنا لهم تعزيزات لكن بأعداد محدودة». لكن مراقبين شككوا في مقاومة «طالبان»، مشيرين الى أنها تتبع في تلك الحالات استراتيجية الانسحاب الى الجبال، لاستئناف هجماتها لاحقاً، وتكبيد القوات الأجنبية أكبر قدر من الخسائر. وسيكون الهجوم على مرجه أكبر عملية عسكرية للقوات الدولية منذ إعلان أوباما في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، إرسال تعزيزات قوامها 30 ألف جندي أميركي سينضم إليهم حوالى 10 آلاف جندي من دول أخرى أعضاء في الحلف الأطلسي. في غضون ذلك، أعلنت «ايساف» أن جنديين أجنبيين قتلا في أفغانستان أمس، أحدهما أميركي. وورد في بيان للقوة الدولية أن الجندي الأميركي قتل بانفجار قنبلة يدوية الصنع في جنوب البلاد في حين قتل الآخر الذي لم تكشف جنسيته في تبادل لإطلاق النار مع المتمردين شرق أفغانستان.