طالبت تربويات سعوديات بضرورة الإسراع في تغيير المناهج التعليمية الخاصة بقسم رياض الأطفال بمراحلها الثلاث «الحضانة - والروضة - والتمهيدي»، أسوةً بمثيلاتها من مناهج التعليم الأخرى، التي أقر إبدالها أخيراً، مؤكدات في الوقت ذاته أن التغيير بات ضرورةً حتميةً، للارتقاء بفكر الطفل وتطويره، والسير جنباً إلى جنب مع رياح التغيير التي هبت أخيراً على مقررات ومناهج التعليم العام. وأكدت المحاضرة في قسم تقنيات التعليم في جامعة الملك عبدالعزيز حنان ضاحي ل «الحياة» أن مناهج رياض الأطفال عفا عليها الزمن، وباتت ذا مردود ضعيف، حتى إن بعض معلمات رياض الأطفال أصبحن يستعن بكتب أخرى غير تلك «المقررة»، لتبسيط الصورة التعليمية للأطفال، لافتةً إلى أن تغيير المقررات سيعمل على منح فرص أوسع لتطوير قدرات الأطفال واكتشاف مواهبهم. وشددت على أن التغيير سيسهم حتماً في إعداد كوادر مميزة من الأطفال كجيل سوي وناضج يسهم في تطور مجتمعه، إضافةً إلى أنه يتماشى جنباً إلى جنب مع تغيير مناهج التعليم العام، وقالت: «لا يعقل أبداً أن تتغير مناهج التعليم العام الأخرى، وتبقى مناهج رياض الأطفال كما هي دون أي تغيير». وأضافت: «لابد أيضاً من إضافة بعض المواد الحديثة للطالبات اللائي يدرسن في قسم رياض الأطفال كمادة أخلاقيات العمل، كونهن بحاجة إلى منهج توجيهي واضح للتعامل مع فئات الأطفال المختلفة، وفق مشكلاتهم النفسية والأسرية، وتطورها الدائم». ملمحةً إلى أن كثيراً من المعلمات ليست لديهن أخلاقيات العمل خصوصاً في التعامل مع هذه الشريحة الغضة. وزادت: «إدخال مثل هذه المواد سيضمن من دون شك إعداد الطفل اجتماعياً، ونفسياً، وأخلاقياً، وسيعمل على اكتشاف نوعيات مميزة من الأطفال، فإن كانوا عباقرةً على سبيل المثال، تم توجيههم وتطوير أدائهم إلى الأفضل، وإن كانوا مصابين تم التركيز على علاج حالاتهم، والرفع من قدراتهم الذاتية والمعرفية». بدورها، أكدت اختصاصية علم النفس التربوي سارة القحطاني ل «الحياة» أن قطاعات التدريس فضلاً عن مناهج تعليم رياض الأطفال تعد قديمةً جداً، ولم تعد تواكب تطور العصر ومخرجاته، وهذا يؤثر بدوره في التأهيل التعليمي لدى الأطفال، ويحد كثيراً من تطور مفرداتهم الذاتية.