طوكيو، نيويورك - أ ف ب، رويترز - أعلنت «تويوتا» اليابانية للسيارات أنها ستسحب 400 ألف سيارة هجينة عالمياً، بينها النموذج الأحدث من «بريوس» بسبب عَيب في نظام المكابح، منها 223 ألف سيارة هجينة في اليابان و147 ألف سيارة في الولاياتالمتحدة، كما ستمتد عملية السحب إلى أوروبا وأسواق أخرى. وأعلن رئيس «تويوتا موتور» اليابانية أكيو تويودا بعد اجتماع مع وزير المواصلات الياباني سيجي مايهارا أنه قد يزور الولاياتالمتحدة الأسبوع المقبل، لتوضيح مسألة سحب أعداد ها ئلة من سيارات الشركة، وأضاف أنه يرغب في توضيح الأمر «بنفسه» للمواطنين الأميركيين. وأوضح انه سمع عن بعض الإلغاءات لطلبيات على طرازات سيارات هجينة شملتها أحدث عمليات سحب بسبب مشكلة في المكابح، لكنه لم يورد مزيداً من التفاصيل. وتابع انه لا يريد إثارة «الذعر» في شأن أعداد السيارات التي سحبتها الشركة بسبب مشكلة في دواسات السرعة، التي تجاوزت ثمانية ملايين سيارة عالمياً، وأكد أن «تويوتا» ستعمل على حل كل مشكلة على حدة. وتوجه تويودا مباشرة إلى الأميركيين عبر مقال نشرته مساء أول من أمس صحيفة «واشنطن بوست»، مؤكداً أن الشركة تهتم ب «القلق» الذي تثيره سيارة «بريوس»، مؤكداً أنه «علينا أن نتحرك بسرعة للاهتمام بأي مشكلة سلامة نرصدها». وبعد ثلاثة أيام من اعتذار علني تقدم به خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر الشركة في ناغويا، وعد تويودا الأميركيين ب «إعادة إحياء مبدأ بسيط لكنه مهم: «أن تقوم تويوتا بتصنيع السيارات الأعلى جودة والأكثر أماناً في العالم». وتحدث عن مبادرات أطلقت خصوصاً في الولاياتالمتحدة، أحد اكبر أسواقها، كإقامة مركز لتطوير النوعية: «حيث سيركز فريق من أفضل مهندسينا على تعزيز مراقبة النوعية في كل أنحاء أميركا الشمالية». وتعهّد تحسين التواصل بين مختلف فروع «تويوتا» في العالم، مشدداً على أن الشركة لم تربط بين مشاكل دواسات السرعة في أوروبا والولاياتالمتحدة. وتزامن نشر هذا المقال مع إعلان «تويوتا» أول من أمس أنها استأنفت عمليتي إنتاج وبيع نماذج من سيارات كانت سحبتها في كانون الثاني (يناير) الماضي في شكل كامل في أميركا الشمالية بعد ظهور مشاكل في دواسة السرعة، وأوضحت أن السيارات التي تنتجها تلك المصانع ستكون مجهزة بدواسة سرعة جديدة. وكان وكلاء «تويوتا» تلقوا قطع الغيار الضرورية لإصلاح الدواسات في السيارات التي جرى سحبها، وأعطوا الأولوية لسيارات الزبائن، ثم قاموا بإصلاح مخزونهم من السيارات المعروضة للبيع. وكان الإنتاج توقّف في خمسة مصانع، هي المصنع الكندي الذي ينتج نماذج «كورولا» و «ماتريكس» و «راف فور» ومصنع ولاية إنديانا الأميركية الذي ينتج نموذجي «سيكويا» و «هايلاندر»، ومصنع ولاية كنتاكي الذي ينتج «كامري» و «أفالون»، ومصنع تكساس الذي ينتج شاحنات «توندرا»، ومصنع «سوبارو» في إنديانا الذي ينتج طراز «كامري». ويخضع رئيس «تويوتا» في أميركا الشمالية يوشيمي أنابا إلى الاستجواب في محكمة أميركية اليوم في إطار عملية استجواب أوسع حول هذا الموضوع. إلى ذلك، أعلنت «تويوتا» أنها بدأت أمس في إبلاغ أصحاب السيارات في اليابان عن طريق وكلائها بخططها في شأن سحب بعض الطرز الهجينة منها «بريوس». وأوضحت أنها ستتخذ خطوات في شأن إصلاح المشكلة في الولاياتالمتحدة وأوروبا ومناطق أخرى في أقرب وقت ممكن. وأقر رئيس شركة «تويوتا» اليابانية لصناعة السيارات في الولاياتالمتحدة، جيم لينتز، بأن الشركة علمت بالمشاكل المتصلة بدواسة السرعة للمرة الأولى في سيارة «توندرا» في العام 2007، لكن لم يُحدَّد حينها السبب، نافياً أن تكون الشركة أخفت مشاكل أخرى. وأكد أن «العمل الفعلي على حلّ هذه المشكلة بدأ في تشرين الأول (أكتوبر) العام الماضي» وأوضح رداً على أسئلة وجهت إليه عبر موقع «ديغ ديالوغ» الإلكتروني: «مع نهاية عام 2008 وبداية عام 2009، تحديداً في الاتحاد الأوروبي، تلقينا شكاوى من زبائن تتصل في غالبيتها بسيارات مقودها إلى اليمين تعمل دواساتها ببطء»، لافتاً إلى أن «المشكلة نسبت آنذاك إلى الرطوبة». وتابع: «توصلنا إلى استنتاج أن السيارات المصابة بالخلل موجودة خصوصاً في أوروبا وفي الدول حيث مقود السيارة إلى اليمين، كبريطانيا وإرلندا. وتواجه «تويوتا» انتقادات تتعلق بأنظمة السرعة أو المكابح، ما يجعلها في نظر السائقين مقصّرة في تلبية احتياجات الأمان لتنجح في أن تكون اكبر صانعي السيارات عالمياً. وأثرت عمليات السحب في أرباح «تويوتا» للعام الماضي. ويذكر أن «بريوس» هي السيارة الهجينة الأكثر انتشاراً عالمياً، وهي مرغوبة من قبل نجوم هوليود ودعاة حماية البيئة. ومن الذين اشتروا هذه السيارة التي بيع منها 1.5 مليون وحدة في 40 بلداً لغاية 31 آب (أغسطس) الماضي، الممثلون ليوناردو دي كابريو وبراد بيت وكاميرون دياز وولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز.