سأبدأ بما حدث للأديب والزميل علي الرباعي الذي وصم وجرجر وصور (وقبل أن تأخذكم أفكاركم لبعيد عن الجريمة البشعة التي قام بها وعرضته لكل ذلك)، فالرجل طلب أثناء مداخلته أن يُصاحب المحاضرة السماعية عرض مرئي فقط! نعم فقط (قامت الدنيا ولم تقعد) من بلاغ إلى شرطة إلى تحقيق إلى طلب الأخذ على يده حتى يترك الأفكار الشيطانية! وسأتخيل أن الرجل أو غيره طلب أن يشاهد الرجال المحُاضرة، وهي تلقي محاضرتها بحجابها أو نقابها الذي ترتضيه لنفسها (فماذا سيحدث في العالم)؟ ألسنا نشاهد التلفزيون وبه مذيعات الأخبار ومقدمات البرامج الحوارية والاجتماعية وغيرها! أي تناقض نعيش فيه وأي تناقض نضع فيه أنفسنا! ذكرني ما سبق بما يحدث داخل المستشفيات والتي تعتبر الطبيبة أو الممرضة أو الأخصائية النفسية والاجتماعية جزءاً لا يتجزأ من الفريق العلاجي، ويتطلب الأمر في كثير من الأحيان أن تجتمع بزملائها خلال الاجتماع الأسبوعي أو اليومي أو غيره أو لمناقشة حالات المرضى وأوضاعهم. التناقض يكمن أن يتم وضع (حاجز) يفصل بينها وبين (نفس الفريق العلاجي) أثناء القائها محاضرة أو عرض إحصاء أو غيره! لم يعد مقبولاً أن يستمر أسلوب الوصاية والتخويف على أفراد مجتمع يحاول أن يكتشف نفسه، وأن يكون له بصمة معينة. الغريب إننا لا نرى أسلوب الوصاية والترهيب والتخويف في قضايا مجتمعية أكثر خطورة من مداخلة أديب له رأي واضح، وهذا الموقف يوضح بشدة ثقافة الوصاية المجتمعية التي أفرزت وستفرز تداعيات مختلفة ستؤثر سلباً علينا كمجتمع نريد أن ننهض ثقافياً وحضارياً وسلوكياً كما نهضنا تكنولوجياً وأصبحنا نملك ونستخدم أحدث الآلات وأحدث السيارات وآخر فنون وصرعات الموضة والميكروويف والبلاك بيري الذي سيخضع عما قريب لرقابة الهيئة! أختم مقالي بجملة أحبها (أحب الشمس الحارقة والنور الساطع وأخشى من الظلام والأسماء المستعارة والنفاق المجتمعي وما يحدث في الخفاء في زمن الأقنعة)! [email protected]