وصف نائب الرئيس للآثار والمتاحف في «الهيئة العامة للسياحة والآثار» الدكتور علي الغبان، المواطنين بأنهم «أكبر مُهدد للآثار في المملكة»، بسبب «جهلهم بالقيمة الحقيقية لها»، معلناً عن نية الهيئة «توعية المواطن، ليكون الحارس الأول لتراثه الوطني». وقال في مؤتمر صحافي، أقيم أمس، بالقرب من «القرية التراثية» في الدمام: «إن المملكة تضم أكثر من 10 آلاف موقع أثري»، فيما اعتبر موقع «ثاج» في النعيرية، «الأعلى قيمة» من بين المواقع الأثرية في المنطقة الشرقية. وأوضح الغبان، أن الآثار «تتعرض إلى تهديدات مختلفة، من بينها الزحف العمراني والزراعي». واعتبر أخطر تهديد يكمن في «المواطنين وعبثهم في المواقع الأثرية»، مرجعاً السبب إلى «الجهل بقيمة التراث، على رغم مساهمة هذه المواقع في إيجاد مُنتج سياحي وثقافي، يوفر فرص عمل، ويطور من الاقتصاد المحلي»، مضيفاً «مهمتنا توعية المواطن، وتعريفه في القيمة الحقيقة للآثار، وجعله الحارس الأول لتراثه الوطني». وذكر أن الهيئة «تعمل على ثلاثة محاور: الحماية، والبحث العلمي، إضافة إلى التهيئة والتأهيل»، مبيناً أن المملكة «تضم أكثر من 10 آلاف موقع، سواءً كانت نقوشاً أو قرى أو مدناً»، موضحاً أنه «ليس من المناسب كشف جميع المواقع، ونفضل ترك بعضها، لحمايتها من الأخطار البيئية والبشرية». وأشار إلى وجود بعثات علمية تعمل في مواقع أثرية في الشرقية، سواءً من موظفي «الهيئة» أو بالتعاون مع جهات أخرى، مضيفاً أن «العمل يجري على مشروع ترميم وتأهيل قلعة تاروت. كما نزعت الهيئة ملكية مواقع أثرية، مثل قصر محمد بن عبد الوهاب الفيحاني في دارين، وعين قناص». وذكر أن «إحدى البعثات ستبدأ التنقيب في الجبيل، إضافة إلى بعثة سعودية ألمانية مشتركة، ستنقب في موقع الدوسرية في الدمام، قريباً». واعتبر «موقع ثاج الأثري من أهم المواقع في الشرقية، المعروف بملكته المجهولة (عروس ثاج)، وأجري فيه تنقيب ومسوحات كثيرة». وأرجع أهمية الموقع إلى «كشفه تاريخ الخليج العربي في شكل كامل، وبخاصة الفترة الهلنستية. كما أن ثاج تُعد مدينة رئيسة، تقع على طرق النقل الدولية المارة في الخليج»، معلناً عن «التحضير لعمل دراسي كبير، يوضح معالم المدينة وأثرها على محيطها». وأعلن أن قصر إبراهيم في الأحساء «سيفتتح في غضون شهر، إضافة إلى المدرسة الأميرية، وبيت البيعة. فيما يجري العمل على ترميم قلعة تاروت في القطيف. كما نعمل على إحياء السوق الشعبية في المنطقة، وتأهيلها وتطويرها، إضافة إلى مشروع تعاون بين أمانة الشرقية وبلدية القطيف، يهتم في العيون القديمة. فيما نعمل على تحويل أربعة مواقع إلى حدائق أثرية». وينتظر منسوبو الهيئة، المنقبون عن الآثار في الشرقية، افتتاح معمل خاص بهم، سيحتضنه متحف الشرقية الإقليمي على واجهة الدمام البحرية، بدلاً من إرسال اللُقى إلى معمل الهيئة في الرياض. وأوضح الغبان أن «المتحف مُستوحى من التراث، ويضم ثماني قاعات، كل منها مُخصصة لفترة زمنية تمتد منذ قبل الإسلام، وصولاً إلى التراث الشعبي والبحري». وقال: «إن المظاريف فُتحت، وسيبدأ العمل في المرحلة الأولى قريباً». وطرحت الهيئة منافسة لإنشاء متاحف إقليمية في الدمام والباحة وحائل وأبهاء وتبوك.