كابول، لندن - أ ف ب، رويترز - أكدت حركة «طالبان» مجدداً أمس، عزمها على «البقاء والقتال»، في وقت تستعد القوات الافغانية وتلك التابعة للحلف الاطلسي (ناتو) لمهاجمة معاقلها في منطقة مرجه بولاية هلمند الجنوبية. وتتوقع مصادر عسكرية بدء الهجوم هذا الاسبوع، والذي يرجح ان يكون الاكبر منذ اطاحة نظام «طالبان» نهاية عام 2001. وقال يوسف احمدي الناطق باسم «طالبان»: «وصلت القوات الافغانية والاجنبية الى مرجه، لكن مقاتلينا موجودون فيها ايضاً، ويطلقون القذائف عليهم»، مضيفاً: «نسيطر على الوضع ومستعدون للقتال». وافاد قرويون غادروا مرجه الى لشكر جاه عاصمة هلمند خوفاً على حياتهم بأن «المقاتلين يتحصنون وينقلون اشخاصاً واسلحة ويزرعون الغاماً بدلاً من ان يفروا». وصرح قروي يدعى عبد الخالق: «نعرف ان غضب الاميركيين سيحل بنا، لذا غادرنا مرجه من اجل انقاذ حياتنا وحياة اسرنا». واشار عبدالله نصرت، احد قادة «طالبان» في مرجه، الى استعداد حوالى الفي مسلح للقتال «حتى الموت». واضاف: «لا نملك اسلحة متطورة مثل الاميركيين ودبابات وطائرات، لكن لدينا الحماسة الاسلامية». وتأمل الولاياتالمتحدة وحلفاؤها الذين يواجهون دعماً شعبياً متضائلاً للحرب بأن تقنع ضربة عسكرية قوية «طالبان» بقبول اتفاق سلام، لكن المبعوث الاميركي الخاص ريتشارد هولبروك رفض التكهن بنية واشنطن التي تريد تقليص قواتها عام 2011 اجراء محادثات مع «طالبان». وكثفت الحركة قتالها ضد القوات الاجنبية في السنوات الاخيرة، على رغم تفادي عناصرها القتال وجهاً لوجه الى حد كبير واعتمادهم على تفجير قنابل بدائية. وتوقع وزير الدفاع البريطاني بوب اينسوورث ان تتكبد قوات بلاده خسائر في افغانستان، «إذ إن المحيط غير آمن، ومهما كان حجم ما نخصص من معدات وقوات للعملية، لا يمكن ابداً ان نجعل مثل هذه العمليات خالية من الاخطار». وتفيد انباء بأن 4 آلاف عسكري من القوات البريطانية البالغ عددها 9500 في افغانستان، سيشاركون في عملية مرجه. وأمس، قتل جنديان بريطانيان من الكتيبة الأولى في فوج اسكتلندا الملكي في انفجار في منطقة سانغين بولاية هلمند (جنوب)، ما رفع إلى 11 جندياً حصيلة ضحايا القوات البريطانية في افغانستان منذ مطلع السنة، وإلى 255 عدد الجنود البريطانيين القتلى منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة عام 2001. وكان ضابطان في الجيش السويدي ومترجم افغاني قتلوا في اطلاق نار غرب مزار الشريف شمال افغانستان اول من امس.