لم تنفك لحظة تردد «الحمد لله رب العالمين»، وكانت كذلك عندما كان أكبر همومها مقاومة العوز، كانت آنذاك تعاني صعوبة في النوم وصعوبة في الضحك، واضطرت سنوات إلى اصطناع ذلك والتظاهر بالقوة والتمسك بالأمل، خوفاً من انكسار ابنتيها أو إدخال الحزن إليهما. آنذاك لم تكن تعلم بما يمكن أن تؤول إليه الأمور، فهي كانت تعودت على الشظف وقلة ذات اليد، إلا أن الأمور اتجهت إلى الأسوأ، إذ فقدت بصرها منذ عامين، وأقعدها المرض عن القيام والحركة منذ نحو خمس سنوات، واستعانت بكرسي متحرك. هذه هي حال أم سعود ذات ال70 عاماً، والتي أنهكتها حياة البؤس وكسرتها الأمراض المتتابعة والهموم الثقيلة. وتعيش العجوز المحبطة برفقة ابنتيها داخل منزل قديم آيل للسقوط، غُطي سقفه بالزنك الأبيض، وهو معرض للسقوط في أية لحظة، علاوة على أنه بالكاد يقيهم حرارة الصيف وبرد الشتاء، ولا تسأل عن حالهم أثناء هطول الأمطار. وأمام هذه الظروف القاسية والحياة البائسة اضطرت إحدى الفتاتين إلى ترك مقاعد الدراسة من أجل مساعدة شقيقتها المطلقة ورعاية والدتها والسهر على راحتها والعناية بها. الأمراض التي أصيبت بها أم سعود كثيرة، منها الضغط والسكر والجلطة وفقدان البصر. ويكشف أحد الجيران أن هذه الأسرة الصغيرة لا يوجد من يهتم بها، «قمنا بتسجيلهن في جمعية البر الخيرية، التي تفاعلت على الفور، وقامت بتقديم مواد عينية لهن كل ثلاثة أشهر ونقدية مرتين في السنة وهي مبالغ بسيطة جداً بالكاد تكفي لمقاومة ظروف الحياة»، مناشداً المحسنين وفاعلي الخير الوقوف إلى جانب هذه الأسرة وإنهاء معاناتها والعمل على تحسين ظروفها المعيشية.