ذكر موقع «فوربس» أن ثمة عوامل «تساهم في شحذ شخصية الطفل ليصبح قائداً مستقبلياً، ويتحلى بصفات حميدة»، من بينها الشجاعة والحماسة والصدقية «التي ستجعله شخصاً يُحتذى بأفعاله ومُلهماً الآخرين فعل الأفضل لديهم». وأفاد الموقع بأن «تنمية الذكاء العاطفي من خلال السلوك الذي يتبعه الوالدان رداً على مواقف صعبة أمام أطفالهم وعند الاستجابة لمشاعرهم، عامل مهم في تكوين ذكائهم العاطفي وهو واحد من أهم عوامل النجاح في القيادة». وأجرت شركة «تالينت سمارت» فحصاً لأكثر من مليون شخص ووجدت أن الذكاء العاطفي مسؤول عن 58 في المئة من أداء القائد، وعليه تمتع 90 في المئة من القادة بمستوى عال من الذكاء العاطفي. ونصح الموقع بعدم التركيز على إنجازات الطفل «لأن ذلك سيتسبب للطفل بمشكلات عدة، وخصوصاً في ما يتعلق بصفة القيادة لأن التركيز على الإنجازات الشخصية من شأنه أن يعطي الطفل فكرة خاطئة عن كيفية إنجاز الأعمال». وتابع الموقع أن «الأطفال الذين تنتابهم هواجس الإنجازات لا يركزون إلا على المكافأة الفردية، وبذلك لن ينجحوا في القيادة لأن القادة الأفضل يحيطون أنفسهم بأشخاص عظماء». ودعا إلى عدم الإكثار من الثناء على الأطفال «لأنه على رغم أن الطفل في حاجة إلى الثناء لبناء احترامه الذاتي المعتدل، لكن الإكثار من الثناء والإطراء لن يعطيه احتراماً أكبر للذات، بل سيمنحه شعوراً كاذباً بالثقة بالنفس». ونصح الموقع بالثناء على الطفل عندما يقوم بأعمال تستحق ذلك. وأشار الموقع الى أهمية السماح للأطفال بتجربة الفشل والمخاطرة «لأن النجاح في العمل والحياة مرتبط بالمخاطرة، فالقائد الجيد لن يتمكن من اتخاذ القرار السديد بالمخاطرة أو عدمها من دون أن يكون ذاق سابقاً طعم الفشل». ودعا الى مواجهة الأطفال بالرفض، موضحاً أن تدليل الأطفال «سيساهم في تقييد تطورهم في القيادة، لأن القائد الناجح يجب أن يؤجل المتعة والعمل بجد لإنجاز أعمال مهمة»، متابعاً أن على الوالدين توجيه الأطفال لحل مشكلاتهم بأنفسهم لتنمية قدرتهم على مواجهة وحل المشكلات، «لأن ذلك سيشعرهم بالمسؤولية». ووجّه الموقع ب «اتباع الرأفة والتلطف في ردود الأفعال مهما كان الطفل ساخطاً أو متحدياً لأن الوالدين هما تجسيد لصورة البطل عند الطفل ومثله الأعلى»، مشيراً الى ضرورة «مشاركة الأخطاء مع الأطفال لأنه في حال اخفائها ستتشكل لدى الطفل أزمة تأنيب ضمير شديدة مع كل فشل يرتكبونه، لظنهم أنهم الشخص الوحيد الذي يرتكب الأخطاء». وأوصى الموقع أخيراً بأن تكون أقوال وأفعال الوالدين «صادقة ومتطابقة لأنهم قدوة الطفل التي سيطمح إلى أن يكونها في المستقبل».