وصف مصدر مصري موثوق به الزيارة التي قام بها رئيس الاستخبارات المصرية لإسرائيل الأربعاء الماضي بأنها كانت ناجحة وحققت غرضها. وقال عن اللقاء الذي جمع سليمان بوزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان: «كان ليبرمان خلال اللقاء رجلاً معتدلاً للغاية، وبحث معه العملية السلمية ومسار المفاوضات، وأكد للوزير حل الدولتين كوسيلة لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، إضافة إلى أن ليبرمان شدد على أهمية تحقيق تنمية إقتصادية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة». وعن صفقة تبادل الأسرى ومدى إمكان استئناف المفاوضات في شأنها وملف التهدئة، قال: «إن المحادثات في شأن صفقة تبادل الأسرى مؤجلة إلى حين تبحث الحكومة الإسرائيلية الجديدة هذا الملف من جديد، وهم أوضحوا أن الأمر يحتاج إلى مهلة إلى حين الإطلاع على الملف ودراسته وبحث الأفكار المقترحة... لذلك لا توجد أفكار جديدة، وباختصار فإن هذه المسألة مؤجلة»، لافتاً إلى أن الأولوية لدى الحكومة الإسرائيلية الجديدة الآن هي وضع أسس للعلاقات المصرية - الإسرائيلية. وعما إذا كانت هناك نية لطرح تسوية أمنية من جانب الإسرائيليين لضمان استمرار الهدوء في قطاع غزة. أجاب: «انهم يرون أن مسألة إطلاق الجندي الاسير في غزة غلعاد شاليت يجب أن تسبق إبرام اتفاق تهدئة بينهم وبين الفلسطينيين. لذلك فهذا الملف مؤجل أيضاً، وسيستمر الأمر على ما هو عليه: تهدئة متبادلة، أي تهدئة مقابل تهدئة، لكن ليس هناك أي أفكار جديدة تتعلق بذلك». وأكد أن سليمان أبلغ المسؤولين الإسرائيليين بأن التهدئة الحالية في قطاع غزة هي بسبب وجود تفاهم مصري مع القوى الفلسطينية على ضرورة ضبط النفس واستمرار التهدئة، لكنه لا يضمن استمرار تلك التهدئة في حال أن إسرائيل قامت بأي تصعيد من جانبها. وعن توقيت الزيارة التي سيقوم بها نتانياهو لمصر تلبية للدعوة المصرية التي سلمها له الوزير سليمان، قال: «بعد عودته من واشنطن». ونفى المصدر ما تردد عن أن مصر ستسحب رعايتها للحوار الفلسطيني في حال لم يتم تحقيق أي إنجاز خلال الجولة المقبلة والتي ستستأنف بعد غد، وقال: «هذا ليس صحيحاً. مصر ستستمر وتواصل جهودها ومساعيها من أجل إنجاح الحوار». وعما إذا كان الرئيس محمود عباس (أبو مازن) سيكلف سلام فياض تشكيل حكومة فلسطينية إذا لم ينجح الحوار كمخرج لحل عقدة الحكومة وقبيل توجهه إلى واشنطن، أجاب: «دعينا لا نستبق الأمور، ويجب إعطاء الفرصة كاملة قبل إتخاذ أي خطوات». وعلى صعيد ما تردد من أن مصر ستستضيف المؤتمر السادس لحركة «فتح» على أراضيها، قال: «إن الرئيس حسني مبارك أبلغ أبو مازن في لقائه الأخير معه أنه من الأفضل أن يعقد مؤتمر الحركة على الأراضي الفلسطينية». «فتح»: محاولات وتحالفات تريد التأثير على نتائج المؤتمر في غضون ذلك، قال قيادي رفيع في «فتح» ل «الحياة» إنه رغم وجود توافق داخل الحركة على ضرورة عقد المؤتمر السادس في الخارج وأن مصر هي المرشح الأكثر حظاً، إلا أنه ما زالت هناك أصوات تريد عقده داخل الوطن في بيت لحم أو أريحا، وهي تجري محاولات من أجل إفشال أي إمكانية لعقد المؤتمر في الخارج، لافتاً إلى أن الأمر سيحسم عندما يعرض هذا الطلب مجددا على الرئيس مبارك. وعلى صعيد ما يتردد من أن هناك محاولات لعقد اتفاقات تحت الطاولة لتثبيت أسماء بعينها في موقعها في اللجنة المركزية واستبعاد أعضاء آخرين، وكذلك تصعيد قيادات محددة إلى اللجنة المركزية، أجاب: «نعم هناك محاولات من خلال تحالفات واتفاقات ضمنية للفوز بمقاعد في اللجنة المركزية، مضيفاً: «أؤكد رغم هذه التحالفات أن الانتخابات ستكون شفافة والقاعدة ستمنح أصواتها مباشرة وبشكل ديموقراطي للمرشح الأصلح، فالمؤتمر هو سيد نفسه رغم المحاولات للتأثير على نتائجه، وفي النهاية كل شيء خاضع للناخب الفتحاوي الذي سيحكم ضميره لاختيار القيادة التي ستمثله وستنهض بالحركة».