أمامي بضع عشرة رسالة من اسرائيل أختار منها: أبو شهاب يقول تعليقاً على كلامي إن اسرائيل ليست خطأ بل خطيئة إنها كذلك وقد ارتكبها الصهاينة بسوء معاملتهم الأطفال والنساء والكبار، وهي أيضاً خطايا من الدول التي تدعمها، أما بالنسبة الى العرب فهي كارثة وخطيئة وجريمة بسبب صمتهم الرهيب وعدم نهوض هممهم لإنقاذ المسجد الأقصى. أبو اسماعيل يقول إنه يطالب بلا مواربة باختفاء اسرائيل ككيان سياسي. وان هذا لا يعني الحكم على الإسرائيليين بالفناء. وهو يقول إن اسرائيل كيان مصطنع ليس له أي جذر أو أصل في التاريخ والجغرافيا والديموغرافيا، بل يمثل إرادة الدول العظمى المنتصرة في الحرب العالمية الثانية التي لم يكن للفلسطينيين ناقة فيها أو جمل، ومن ثم فلا شرعية لهذا الكيان مهما تقادم على وجوده الزمن. في المقابل حق الإسرائيليين في الحياة مكفول إذا كفوا عن ظلمهم وعدوانهم. إحسان حميدة يختلف معي بشدة ويقول: بل نطالب باختفاء ما يسمى اسرائيل، وهذا الأمل الذي نعيش عليه، بل نتنفس من أجل أن نراه، وسيكون مقروناً بالعمل، وأنا أخاطبك بصفة الجمع وليس المفرد لأن هذا الأمل مزروع في داخل الغالبية الساحقة من الفلسطينيين والعرب والمسلمين، هذه أرضنا وأرض أجدادنا فلماذا نشاركهم بها. مخلص وهبة يقول إن استمرار اسرائيل اليوم خطيئة الكيان العربي الذي تنكر للشعب الفلسطيني. أيمن الدالاتي يقول العنوان كله صواب فهي خطيئة كبرى بحق الإنسانية، ويسأل لماذا لا يطالب الكاتب باختفاء إسرائيل فكل يوم يذكّرنا بأنها كيان مصطنع قام على خرافة توراتية. الأخ أيمن وقراء كثيرون آخرون سجلوا عليّ أنني لم أطالب بزوال اسرائيل، غير أن القارئ انتيك زاتاس (ولعله اسم حركي) يقول في رسالة الكترونية بالإنكليزية إنني في الفقرة الأخيرة من مقالي تحدثت عن قرب زوال اسرائيل، ويقول إن هذا سخف، وهل أقترح أن يحل محلها إسلاميون أو أنظمة ديكتاتورية. ويزيد ان لإسرائيل حقاً في البقاء أكثر من الدول العربية وأنه لا توجد شعوب عربية بل قبائل وعشائر. عندما قلت «دنت أيامها» في آخر المقال كنت أشير الى أن المملكة اليهودية في الخرافة التوراتية استمرت 78 سنة، واسرائيل الحالية تجاوزت الستين إلا أنني لا أدعو الى تدمير أي بلد، وقد قلت في المقال نفسه «لا أطالب باختفاء اسرائيل». وانتقل الى قولي في مقال إن الإسلام أقل عنفاً وأكثر رحمة من اليهودية، وأمامي رسائل كثيرة تتراوح بين تأييد ما ذهبت اليه، أو الزيادة عليه، أو الدفاع عن الإسلام إزاء تهمة الإرهاب. لا أريد أن أفتح جدالاً آخر، ولا أختار أن نجعل موضوعنا المفاضلة بين الأديان، فما دعاني الى القول إن الإسلام أقل عنفاً وأكثر رحمةً هو مقارنة نص القرآن الكريم بنص الكتب الخمسة الأولى من التوراة، أو كتب موسى كما يسمونها. وإذا شاء القارئ فهو يستطيع أن يقرأ الكتاب السادس «يشوع» ليرى صفحات من إبادة الجنس ما ليس مثله في القرآن الكريم أو العهد الجديد الخاص بالمسيحيين، ثم أسمع أنصار إسرائيل يهاجمون الإسلام بدل أن يكتفوا بالمتطرفين. الموضوع الذي نال أكبر عدد من تعليقات القراء كان الفساد في العراق والمرتبات الهائلة والمخصصات التي يتقاضاها النواب العراقيون. وفي حين ان غالبية الرسائل أيدت ما ذهبت اليه وزاد بعض أصحابها معلومات إضافية، فقد كان هناك من هاجمني وردد تهماً ممجوجة. وأقول بكل وضوح إنني أرحب بكل نقد ومعارضة ومخالفة، ولكن لا أقبل أن أحمل خطأ القارئ او اهواءه. ومثلاً جعفر النمر يتحدث عن مغالطات فاضحة، ثم لا يقدم أي رقم لمرتبات النواب تخالف ما ذكرت وإنما يعترض على قولي إن غالبية المستبعدين من السنّة. هم من السنّة وإذا أنكر القارئ ذلك فإنه شيعي. - وما سبق لا يكفي، فالقارئ ينصح «الكاتب وغيره بالكف عن الدفاع عن نظام الطاغية». وأنا أنصح جعفر النمر بالقراءة فكل ما كتبت عن عراق صدام حسين كان ضده، والى درجة أنني لم أزر بغداد في حياتي بسببه. والكلمات الأخيرة هي ردي أيضاً على قارئ لم يجرؤ ان يذكر اسمه يقول انه لم ينسَ مقالاتي منذ 20 سنة، وواضح انه يكذب ولم يقرأها، ويزيد أن جزءاً من مآسي العراق في رقاب الصحافيين، وأقول إن المأساة أن يضم العراق من كانوا مثله. وأختتم بتركيا فقد تحدثت بإيجابية عن سياستها العربية، ووافقني الرأي القراء جميعاً باستثناء اثنين وجدت رسالتيهما مفاضلة بين ايران وتركيا وتفضيل الأولى لأسباب طائفية لا سياسية، مع انني لم أذكر ايران في مقالي عن تركيا. وأخيراً أشكر الدكتور فداء بن فؤاد العدل على رسالته وأقول له إن كتابي الذي طلبه نفدت نسخه جميعاً، وأعده بأن أرسل اليه نسخة هدية إذا عثرت عليها. [email protected]