تهتم دول بتأسيس إذاعات أو فضائيات أو مواقع الكترونية إخبارية بهدف تجميل صورتها وبث ثقافتها... بينما لا ترى دول أخرى ضرورة لذلك كونها لا تحتاج الى تجميل صورتها أو نقل ثقافتها، بل تفتح ل «الأجانب» على أرضها قنوات إعلامية ليتواصلوا مع بلدانهم الأم. تعد أستراليا إحدى هذه الدول «الكريمة» التي فتحت للجاليات منابر إذاعية بغية التواصل ليس إلا! وأبدت الحكومة الأسترالية تعاطفها مع الأكراد من خلال تخصيص ساعة من البث الإذاعي باللغة الكردية، لا ان تنقل سياساتها وثقافاتها للأكراد، ما يتيح لهؤلاء ان يبثوا ثقافتهم وأخبارهم عبر إذاعة «سيدني 2000» (أف أم) التي يديرها الإعلامي الكردي السوري مصطفى خليل. وتبث «إذاعة سيدني 2000» ب50 لغة عالمية، منها العربية والكردية... وغيرها. ويشرح خليل كيفية تواصله مع أكراد الشتات بالقول: «بإمكاني ان أتواصل خلال هذه الساعة مع كل الأكراد وأتعاطى معهم وأشاركهم الشؤون والشجون... أبدأ من سورية الى العراق الى تركيا الى إيران وأنتهي بالأكراد في الشتات». لم يقتصر تواصل خليل على المستوى الخبري والعام، بل اهتم بالشأن السياسي والمعيشي... كما يقول. ولكن كيف يتواصل خليل مع المتلقي؟ هل بنقله أخبار استراليا أم بنقله أخبار بلده؟ يقول خليل: «لكل مقدم برامج رأيه وشكل برنامجه، وهنا لا أحد يتدخل ويعمم أنماط معينة في البث. أنا من جهتي أركز على الحراك السياسي والعام في البلاد وأنقله الى مقيم هنا... وقد تجد من ينقل أخبار مولبورن أو سيدني الى المتلقي...». ويضيف: «لكن ربما أعلّق على شيء يجرى في الداخل هنا، خصوصاً إذا كان ثمة قرار أو حدث يتعلق بالشأن الكردي». يفتح ساعته الكردية (للبث) بالأغاني الكردية مرة بأغنية «شفان برور» ومرة بالأغنية الكلاسيكية الكردية مثل «باقي خضر» أو صوت ناي حزين. كل الأغاني التي تبثها «إذاعة سيدني 2000» (الكردية) هي أغاني حزينة ومبكية. لا يكلف المتلقي كثيراً من الوقت كي يسمع الإذاعة، وإذا فاته أي خبر بُثّ سابقاً وأثار اهتمام الناس، فإن الحلقة بالكامل موجودة على الموقع الإلكتروني للإذاعة، وفي إمكان المتلقي سماع الإذاعة طيلة أيام الأسبوع. ولا يخفى ان إذاعة «سيدني 2000» تشكل محور التواصل الكردي في دول الشتات، وخطت مثل هذه المنابر والمنافذ الكردية في أوروبا وأستراليا خطوات مهمة على مستوى نشر الثقافة الكردية في أرجاء المعمورة.