يقول الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى إنه يجب على العرب أن يأخذوا زمام المبادرة لدعوة إيران للحوار، خصوصاً وهم يرون أن المخاطر تتراكم في سماء المنطقة، وأن أي حرب ستندلع في منطقتنا ستطال بآثارها الجميع. الأمين العام للجامعة العربية بعد أن رأى ما رأى في مؤتمر منظمة «غلوبال زيرو» الذي طُرِحت فيه الملفات النووية بشكل ينبئ عن توجهات ليست في مصلحة العدل والسلام، كما يفهمها لنا المنطق! أطلق سهماً أرجو أن يكون موفقاً، فنحن العرب عادة لا نطلق السهام، بل دائماً نتلقى السهام التي تُطلق علينا، ودائماً نتلقى السهام فيصيبنا الارتباك ونصبح في حال يرثى لها من الأصدقاء ويفرح لها الأعداء المتربصون، الذين لا يألون جهداً كي تستمر حال الارتباك ومن ثم يصنعون ما يشاؤون! لقد أطلق الأميركيون والأوروبيون التهديدات والمبادرات التحفيزية ليحتووا الخطر الإيراني على مصالحهم، كما يدعون، ولم تتوقف تلك المبادرات ولا لحظة واحدة، وهم البعيدون عن محيط الخطر، إن كان هناك خطر عليهم وليس فقط على حبيبتهم إسرائيل، التي لا أحد يناقش لماذا تترك المفاعلات التي تعمل فوق الأرض المحتلة وتحت الشمس، وبمظلة من أولئك الذين يتنادون لمعاقبة إيران! نحن الآن نقرأ أخبار المبادرات التي يراد لنا أن نتجرع نتائجها التي لن تكون طيبة المذاق في كل الأحوال! ولهذا نحن يجب أن نكون أصحاب زمام المبادرة، وقيادة المملكة العربية السعودية وحدها تستطيع أن تقود العرب إلى حوار بناء مع الإيرانيين، الذين تربطنا بهم أواصر الجوار، هذا الجوار الذي سيكون عامل تجسير للعلاقة التي يراد لها أن تكون متوترة على الدوام، ما يجعل الآخرين يستخدمون هذا التوتر بحيرة عكرة يصطادون فيها كل ما تصله أيديهم الطامعة. قيادتنا تستطيع بما أوتيت من احترام وتقدير ومكانة لدى الشعبين العربي والفارسي أن تكون غصن الزيتون وسيف الحق الذي يخاف منه الكاذبون، وهم كثر، وقد تباكوا في باريس خوفاً من النووي الإيراني، ووجدوا عذراً عجيباً للإسرائيليين، يقول وزير الخارجية الأميركي الأسبق جورج شولتز: «إنه من الصعب دعوة إسرائيل إلى التخلي عن سلاحها فيما هناك دعوات لتدمير إسرائيل»! وشولتز هذا لم يكتف بالدفاع عن الصهاينة الذين يدمرون كل ما استطاعوا إليه سبيلاً بل قال: «إنه يتعين شكر إسرائيل لما قامت به من تدمير المفاعل السوري القريب من دير الزور قبل أكثر من عامين»! طبعاً لن نشكر شولتز على صراحته في حبه للقتلة الذين قتلوا ودمروا أبناء فلسطين ولا إسرائيل بالطبع، ولكننا سنتطلع إلى قيادتنا العزيزة بألا تترك أولئك الشاكرين لإسرائيل زمام المبادرة، خصوصاً ونحن نعلم بأنهم من أسسوا منظمة «غلوبال زيرو» التي أطلقت فيها الدعوة المهينة لشكر إسرائيل على ما تقوم به من تدمير! زمام المبادرة حق نحن قادرون عليه، نحن فقط مؤهلون له في هذا الوقت الذي نامت فيه الذمم وعبثت فيه الأيدي الملوثة بالدماء البريئة. [email protected]