تحول فندق مهجور في جزيرة كوس اليونانية ملجأً لعشرات المهاجرين الفارين من الحرب والفقر في بلدانهم، على وقع موجة هجرة غير مسبوقة إلى أوروبا تسببت لها بأسوء أزمة منذ عقود. وأصبحت الجزيرة اليونانية رمزاً للطريقة الفوضوية التي تتعامل بها أوروبا مع أزمة اللاجئين، إذ وصفها مفوض شؤون الهجرة في الاتحاد الأوروبي ديميتريس افراموبولوس أنها «الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية». وتتبادل أثينا وسلطات كوس اللوم، كما تلوم الجهتان الاتحاد الأوروبي على نقص المساعدات للاجئين، إذ اتهمت وزيرة الهجرة تاسيا خريستودو بولوس رئيس بلدية كوس جورج كريستسيس الأسبوع الجاري، برفض الاقتراحات بإنشاء مناطق استقبال للمهاجرين لأنه «سيتمكن بهذه الطريقة من وقف تدفق المهاجرين». من جهته، صرح كريستسيس أن «وزيرة الهجرة مسؤولة عن الوضع السيء الذي يعاني منه هذا المكان، ومجلس المدينة يفعل ما بوسعه». وتعهد الإتحاد الأوروبي الذي تعرض إلى انتقادات من مجموعات حقوقية أمس الأول، بسبب كيفية تعامله مع أزمة المهاجرين، بتسريع منح اليونان تمويلاً جديداً للتعامل مع الأزمة. وقالت الناطقة باسم وكالة شؤون اللاجئين ستيلا نانو «ليس هناك نظام لتوزيع الطعام على الناس في الفندق، المكان ليس ملجأً رسمياً، وندعو السلطات إلى تخصيص مكان محدد يذهب إليه هؤلاء الأشخاص». وذكرت الناطقة باسم منظمة «أطباء بلا حدود» جوليا كورافا أن «المنظمة توفر بعض المساعدات للاجئين في الفندق، على السلطات التحرك بسرعة وتحمل المسؤولية»، وأضافت أن «المكان غير مناسب للبشر، ومن غير المقبول أن يبقى الناس هنا أكثر من 20 أو 25 يوماً من دون كهرباء أو طعام». وشهد الأسبوع الماضي حالة من الفوضى، عندما اضطرت الشرطة إلى ضرب اللاجئين بالهراوات ورشهم بأجهزة إطفاء الحريق في ملعب رياضي في الجزيرة تجمع فيه نحو 2000 مهاجر لتسجيلهم.