دان المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى في لبنان الذي اجتمع برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني «الحملات التي تتعرض لها دار الفتوى ومفتي الجمهورية والمجلس الشرعي ومحاولات البعض الاصطياد في المياه العكرة»، مؤكداً «التمسك بالدور الوطني الشامل لدار الفتوى». ودعا «إلى وقف الحملات الإعلامية الموجهة والالتزام بما توافق عليه رؤساء الحكومات (في اجتماع عقد قبل أيام برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري)». وبحث المجتمعون قضايا وطنية وإسلامية عامة، وقدموا تعازيهم «إلى ذوي ضحايا الطائرة الإثيوبية المنكوبة»، مثمنين «جهد الحكومة وتحركها لاحتواء الحدث ومواساة ذوي الضحايا وعملها الجدي على كشف أسباب هذه الكارثة». وأفاد بيان صادر عن المجتمعين أن المجلس «درس التعديلات المقترحة على قانون انتخابات المجالس البلدية في لبنان عموماً وفي بيروت العاصمة خصوصاً، ودعا إلى العمل على صون وحدة الإجماع الأهلي في العاصمة بعدم تمزيقها إلى دوائر انتخابية وذلك حتى تبقى بيروت قاعدة ورمزاً للوحدة الوطنية اللبنانية». وأعرب المجلس عن ارتياحه الى الاجتماع الذي عقده الرئيس الحريري مع رؤساء الحكومات السابقين والبيان الذي صدر عن الاجتماع، وشدد «على وجوب عدم استباق نتائج أعمال اللجنة المكلفة معالجة الشؤون الداخلية داخل المؤسسات التابعة لدار الفتوى باعتبارها المرجع الديني الأول للمسلمين في لبنان». وتوقف المجلس «أمام الذكرى الخامسة لاغتيال شهيد لبنان والوطن العربي والعالم الإسلامي الرئيس رفيق الحريري»، داعياً «الى جعلها مناسبة وطنية جامعة تعني جميع اللبنانيين والأشقاء العرب من دون استثناء والمشاركة فيها، فهو الشهيد الذي عمل لكل لبنان من دون تمييز بين طوائفه ومناطقه». وإذ هنأ المجلس اللبنانيين عامة والمسلمين خاصة بذكرى المولد النبوي الشريف أمل بأن تكون هذه الذكرى «مناسبة للمزيد من التضامن الوطني والتفاف الجميع حول المبادئ السامية الهادفة الى خدمة الإنسان والحرص على سعادته وكرامته في الدنيا والآخرة». الى ذلك، زار الرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة المقر الجديد لصندوق الزكاة في لبنان في جوار دار الفتوى برفقة المفتي قباني وشخصيات سياسية ودينية وأعضاء المجلس الشرعي، واطلعوا «على المراحل التي رافقت تطوير الصندوق لتلبية حاجات الناس وعلى المشاريع التي تحققت». وأكد السنيورة في كلمة انه «كان هناك مسعى لتحويل صندوق الزكاة الى عمل مؤسساتي وإنشاء عدد من الصناديق، والتي تحققت في البقاع وعكار والمنية والضنية وطرابلس والقلمون وبعلبك والعرقوب وصور وحاصبيا وجبل لبنان، وعملنا أيضاً ليس فقط على إنشاء هذه الصناديق بتعاون مع الخيرين وحتماً بالتعاون مع مفتي الجمهورية، بل عملنا أيضا على ربط هذه الصناديق ببعضها بعضاً من خلال برنامج متكامل وأخضعنا هذه الصناديق جميعاً للحفاظ على شفافيتها وصدقيتها إلى تدقيق واحد، من مجموعة من مدققي الحسابات، كي تضمن الإفصاح الكامل عن عمل هذه الصناديق، ونعتبر هذا إنجازاً مهماً يجب أن يحتذى به في عمل جميع مؤسساتنا». وشدد قباني على أهمية الحفاظ على أموال الزكاة والذي «هو وديعة من الله»، وحيا الرئيس الحريري «الذي قدم الكثير لهذا الصندوق والرئيس السنيورة الذي سعى منذ سنوات أيضاً مع المملكة العربية السعودية ونشكرها في هذا الوقت على كل المساعدات التي قدمتها ليس لصندوق الزكاة الأساسي والمركزي في العاصمة بيروت وإنما لجميع فروع صندوق الزكاة».