واصل المحامي الأسير محمد علان أمس إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم ال62 على التوالي، في وقت تدهورت حالته الصحية في شكل كبير جداً خلال الأيام القليلة الماضية. وفيما جددت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في السلطة الفلسطينية تأكيدها خطورة وضع علان الصحي، طالبت حركة «الجهاد الإسلامي» إسرائيل بأخذ تهديدات ذراعها العسكرية «سرايا القدس» على محمل الجد، متعهدة عدم ترك أبنائها فريسة للدولة العبرية. وقالت هيئة الأسرى في بيان أمس، إن أطباء سيقومون وضع علان الصحي، مضيفة أن سلطات الاحتلال سمحت للطبيب الفلسطيني هاني عابدين بزيارة علان. وحذرت من انفجار الوضع في السجون الإسرائيلية وخارجها حيث تسود حال من الغضب والذهول من جريمة متعمدة ومقصودة ارتكبت في حق علان بقرار من المستوى الرسمي الإسرائيلي. ودعت إلى اعتبار الأيام المقبلة أياماً وطنية للتفاعل والتضامن مع علان الذي دخل في غيبوبة أول من أمس. وحضت الفصائل والمؤسسات الحكومية والأهلية إلى رفع شعار إسقاط الاعتقال الإداري إلى الأبد، ووقف العدوان الرسمي الإسرائيلي على حقوق الأسرى، ودعوة المجتمع الدولي الى توفير الحماية القانونية لهم. من جهته، وجه الناطق باسم «الجهاد» يوسف الحساينة أمس رسالة الى إسرائيل بأن «تأخذ تهديدات سرايا القدس على محمل الجد». وشدد على أن الحركة «لا يمكن أن تترك أبناءها وقادتها يفترسهم وحش التطرف والإرهاب والصلف الصهيوني». واعتبر أن «استشهاد علان سيكون نتيجة إصرار هذه الحكومة الصهيونية وتعنتها في عدم إطلاقه من الاعتقال الإداري». وقال إن «هذا الأمر يُبقي التهدئة بلا معنى، ولا تهدئة في ظل هذه الخروق وهذا الاعتداء والوحشية من العدو الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني». وكان ناطق باسم «سرايا القدس» أعلن أول من أمس، أنه «في حال استشهد علان، فهي جريمة للاحتلال في حق أسرانا وشعبنا، تُلزمنا الرد عليها بقوة، وتُنهي أي التزام من جانبنا بالتهدئة». بدورها، قالت الهيئة القيادية العليا لأسرى «الجهاد» في السجون الإسرائيلية إنها «تتابع بغضب شديد المآلات الخطيرة (لوضع علان)... وأمعن الاحتلال المجرم في رفض مطالبه المشروعة في الحرية، ما يعني أن سلطات الاحتلال باتت تنتقم من الحركة الأسيرة من خلال نيتها المبيتة وإجراءاتها الهادفة الى قتله». وأعلنت في بيان أمس «الاستنفار في السجون كافة»، متعهدة في حال استشهاد علان بأن «تحل نفسها ولن تفتح (بيت) عزاء له، وسترد بالطريقة والكيفية المناسبة على هذه الجريمة التي تعتبر استهدافاً لكل الأسرى في السجون». واعتبرت «الجهاد» في بيان أمس، أن «علان دخل مرحلة الخطر الشديد، وبات من المؤكد أن سلطات الاحتلال اتخذت قراراً بتركه يواجه مصير الموت غير آبهة بمطالبه العادلة، وهي بذلك تواصل الاستخفاف بكل الحقوق الإنسانية والقانونية لأبنائنا الأسرى في سجونها الظالمة». وحملت إسرائيل المسؤولية الكاملة عن حياته. ووصفت «التعنت» الإسرائيلي بأنه «جريمة جديدة يرتكبها الاحتلال بنية قتله التي تغذيها غريزة الانتقام من الأسرى لدى سلطات الاحتلال ومصلحة السجون المجرمة». وشددت على أن «استشهاد علان سيضعنا جميعا أمام مسؤولياتنا في الدفاع عن شعبنا وأسرانا». وطالبت الحركة الجهات المعنية «بسرعة التحرك في ما تبقى من وقت لإنقاذ حياة» علان، داعية جماهير الشعب الفلسطيني في كل مكان إلى «تصعيد الدعم والإسناد لعلان وكل إخوانه في سجون الاحتلال».