أعلنت وزارة الخارجية الروسية السبت أن الوزير سيرغ ي لافروف ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف سيلتقيان غداً لمناقشة البرنامج النووي الإيراني وجهود إحلال السلام في سورية. وذكرت الوزارة في بيان أن الاجتماع سيعقد خلال زيارة عمل لظريف إلى موسكو. وتوثقت العلاقات بين روسياوإيران في السنوات الأخيرة مع اتخاد البلدين مواقف مناهضة للسياسة الخارجية الاميركية ودعمهما لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وترى روسيا في الاتفاق الذي أبرم مع إيران بشأن برنامجها النووي مدخلاً لبيع طهران أنظمة دفاعية صاروخية والفوز بعقود لانشاء محطات لتوليد الطاقة النووية السلمية. وأضاف البيان أن الوزيرين سيناقشان العلاقات الثنائية «آخذين في الاعتبار خطة العمل المشتركة للتحكم بالوضع المتعلق بالبرنامج النووي الإيراني». وتابع: «سيكون هناك تبادل لوجهات النظر بشأن المشكلات الأساسية على جدول الأعمال العالمي والإقليمي التي تشمل تخطي الأزمة في سورية». ويأتي الاجتماع وسط حملة ديبلوماسية عامة تقودها روسيا في الشرق الأوسط سعياً لتقليص النفوذ الأميركي وتنصيب نفسها كصانع سلام أساسي فيها. وركزت المحادثات الروسية الأخيرة أيضا على جهود إقامة ائتلاف دولي ضد تنظيم «داعش» المتشدد التي تعثرت جراء الخلافات بشأن سورية. وكان لافروف اكد خلال لقائه وفداً من المعارضة السورية برئاسة هيثم مناع، أن ترك الوضع في سورية كما هو عليه أمر غير مقبول. وقال مخاطباً أعضاء وفد لجنة المتابعة لمؤتمر «القاهرة 2»: «هذه الزيارة إلى موسكو ليست الأولى لكم، لكن ما يميزها عن لقاءاتنا السابقة، هو أننا نجتمع هذه المرة في جو من التفاهم المشترك يجمع على أن الوضع الحالي في سورية غير مقبول». وذكر الوزير الروسي أن من الضروري تكثيف الجهود الدولية بقدر كبير من أجل دفع التسوية السياسية على أساس بيان جنيف ومبادرات المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، إلى الأمام. وأضاف: «إننا واثقون من أن ذلك يتطلب منا المساهمة في توحيد كافة أطياف المعارضة على أساس قاعدة بناءة مبنية على العناية بمستقبل سورية بالحفاظ على وحدة أراضيها». وتابع: «في هذه الأيام تسعى روسيا بجانب دول المنطقة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى المساهمة في توحيد كافة قوى المعارضة السورية من أجل استئناف عملية جنيف». وكان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أجرى مشاورات مفصلة مع أعضاء الوفود، كما أنه اجتمع هذا الأسبوع مع قدري جميل ممثل «جبهة التغيير والتحرير» السورية المعارضة، وسفيري مصر والأردن لدى موسكو ورمزي عز الدين رمزي نائب المبعوث الأممي. وقال بيان روسي ان بوغدانوف بحث مع السفير السوري رياض حداد «تطور الأحداث في سورية مع التركيز على ضرورة توحيد الجهود الدولية والإقليمية في مكافحة إرهابيي تنظيم «داعش» وغيره من الجماعات المتطرفة». وأطلع بوغدانوف حداد على سير المشاورات التي تجري هذه الأيام في موسكو مع ممثلي المعارضة السورية المختلفة. وفي طهران، رأى رئيس مجلس الأبحاث والدراسات في مجلس الشوري الإيراني النائب كاظم جلالي أن إيجاد منطقة عازلة في شمال سورية ستخلق أوضاعاً صعبة في المنطقة، متهماً الحكومة التركية بانتهاج سلوك سياسي مضطرب. وقال في تصريحات له أمس أن الحكومة التركية تشهد أوضاعاً سياسية مربكة تنعكس على سياستها الخارجية، معتبراً أن السياسة التركية التي كانت تدعو إلي إحياء الإمبراطورية العثمانية فشلت في تحقيق أهدافها من خلال دعمها الحركات الإرهابية. ودعا الحكومة التركية إلي انتهاج سلوك يستند إلي الشعارات الإسلامية الأصيلة وتصحيح موقفها حيال الكثير من القضايا التي تمر بها المنطقة «وأننا نرغب في أن تلعب تركيا الدولة الصديقة والاستراتيجية لنا دوراً مهماً في المنطقة والعالم».