استقرت أسعار النفط أمس بعدما تراجعت في الولاياتالمتحدة إلى أدنى مستوى في نحو ست سنوات ونصف السنة إذ أذكى ارتفاع المخزونات في البلاد وغلق بعض المصافي المخاوف من تخمة المعروض العالمي من الخام. ويزداد الأمر قتامة إذا أخذنا في الاعتبار أنه حصل في الصيف وهو الفصل الذي يزداد فيه الطلب على النفط في الولاياتالمتحدة، البلد الأكثر استهلاكاً للسلعة، بسبب تزامنه مع موسم الإجازات السنوية الذي يزيد فيه استخدام السيارات لمسافات أطول. وهبطت أسعار النفط أكثر من ثلاثة في المئة أول من أمس متأثرة بتقرير عن ارتفاع المخزونات في كاشينغ بولاية أوكلاهوما، وهي نقطة تسليم عقود الخام الأميركي الآجلة، بأكثر من 1.3 مليون برميل بين يومي الثلثاء الأسبوع الماضي وهذا الثلثاء. وهبط الخام الأميركي إلى أدنى مستوى له أثناء الجلسة أمس عند 41.35 دولار للبرميل وهو أقل مستوى له منذ آذار (مارس) 2009 قبل أن يتعافى إلى 42.86 دولار، مرتفعاً 63 سنتاً على سعر التسوية أول من أمس. وتراجع مزيج «برنت» الخام خمسة سنتات إلى 49.17 دولار للبرميل. وكان مقرراً انتهاء تداول عقود برنت تسليم أيلول (سبتمبر) في وقت لاحق أمس. وبات الخام الأميركي أضعف كثيراً من خام «برنت» القياسي لأسباب منها توقف بعض المصافي عن العمل وهو ما أضعف الطلب الأميركي. وأكبر هذه المصافي مصفاة «بي بي» في وايتنغ بولاية إنديانا البالغة طاقتها 413 ألفاً و500 برميل يومياً والتي عطلت ثلثي طاقتها الإنتاجية لإجراء أعمال صيانة قد تستغرق شهراً أو أكثر. وخفض «بنك سيتي غروب» توقعاته لسعر النفط إلى 54 دولاراً لبرميل خام «برنت» في 2015 و53 دولاراً في 2016 بينما خفض توقعاته لسعر الخام الأميركي إلى 48 دولاراً لعامي 2015 و2016. وأفاد «غولدمان ساكس» بأن انخفاض قيمة اليوان الصيني يفرض مزيداً من الضغوط النزولية على أسواق السلع الأولية. وعلى صعيد الطلب ما زالت واردات الخام الصينية قوية حتى الآن مع استفادة السلطات من انخفاض الأسعار لتكوين احتياطات إستراتيجية واستمرار المستهلكين في الإنفاق على رغم تباطؤ الاقتصاد. غير أن علامات تشير إلى الضعف إذ قد يؤدي انخفاض قيمة اليوان إلى تراجع واردات الوقود في ثاني البلدان الأكثر استهلاكاً للوقود. وتراجع الطلب الصيني على النفط في تموز (يوليو) مقارنة بالشهر السابق في ظل استمرار انخفاض مبيعات السيارات في البلاد. ولفت تحليل أوردته وكالة «بلومبرغ» إلى أن المنتجين الكبار في منظمة «أوبك» لا يزالون ينتجون بمستويات شبه قياسية مرتفعة لحماية حصصهم في الأسواق، فيما يتجاوز الإنتاج الأميركي الأعلى كلفة تراجع الأسعار وانخفاض أعمال التنقيب. ونقلت عن غاري شيلينغ، رئيس شركة «إيه غاري شيلينغ أند كو» الأميركية للبحوث القطاعية، قوله إن استمرار الوضع على ما هو عليه في سوق النفط سيهوي بالأسعار إلى 10 - 20 دولاراً للبرميل.