اتهم المرشح الرئاسي الجمهوري جيب بوش الرئيس الديموقراطي باراك أوباما بعدم العمل لضمان بقاء العراق مستقراً، بعدما ترك شقيقه جورج بوش هناك بيئة «هشة لكنها آمنة». وخلال منتدى عن الأمن القومي في مدينة دافينبورت بولاية أيوا، رفض بوش انتقادات الديموقراطيين له بأنه يحاول إعادة كتابة التاريخ، وقال: «سياسات أوباما هي التي ساهمت في ظهور تنظيم داعش المتشدد، وليس الغزو الأميركي للعراق عام 2003» خلال حكم شقيقه جورج. وكرر جيب بوش بأن أوباما ووزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون، مرشحة الحزب الديموقراطي الأبرز للرئاسة «أهدرا فرصة ترك قوة طوارئ من حوالى 10 آلاف جندي حين غادرت القوات الأميركية العراق عام 2011. فهذه القوة كانت ستساهم في حماية المكاسب التي تحققت بشق النفس بعد زيادة القوات الأميركية هناك عام 2007». وتابع: «سيكون من المستحيل معرفة إذا كان داعش سيظهر أم لا بلا تنفيذ الغزو عام 2003. لكن اتضح أن التخلص من الرئيس العراقي حينها صدام حسين صفقة جيدة جداً». ومن الملاحظ أن تصريحات جيب بوش حول العراق تترافق مع عودة وجوه من «المحافظين الجدد» الذين روجوا لاستخدام القوة في السياسة الخارجية الأميركية خلال ولايتي جورج بوش بين عامي 2000 و2008، بعدما ساد الاعتقاد بأن زمنهم ولّى الى غير رجعة ودفن في حرب العراق، عاد ذلك النهج العسكري المروج لاستخدام القوة في السياسة الخارجية الأميركية يطل برأسه مجدداً في حملة انتخابات الرئاسة 2016. ولجأ جيب بوش الى بول وولفويتز الذي كان من أبرز الداعين لغزو العراق حين كان مساعداً لوزير الدافع السابق دونالد رامسفيلد، لتولي منصب مستشاره. أما المرشح الآخر السناتور ماركو روبيو، فمساعده هو جايمي فلاي الذي عمل في فريق الأمن القومي للرئيس جورج بوش. وفي 2013، قال فلاي إن «الولاياتالمتحدة يجب أن تتبنى سياسة تغيير النظام في إيران عبر شن حملة قصف واسعة على أهداف حكومية». وأبدى لورنس ويلكرسون، الجمهوري الذي كان منافساً للمحافظين الجدد أثناء عمله رئيساً لهيئة موظفي كولن باول خلال إدارة بوش، عن اعتقاده بأن السياسات الحزبية وعدم الاستعداد لقبول تناقص سلطة أميركا في العالم، دفع بالمرشحين إلى اعتناق أفكار المحافظين الجدد. وأضاف: «وجدوا أنه لا يمكن أن يفوزوا بالرئاسة بلا 12 في المئة من الأميركيين المجانين»، في إشارة الى الناخبين المحافظين المتدينين المتطرفين الذين يسعى المرشحون الى استمالتهم للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لسباق الرئاسة. وأكد ويلكرسون، الكولونيل السابق في الجيش الأميركي، أن «الولاياتالمتحدة تفقد قوتها، والمرشحون الجمهوريون يريدون أن يقولوا للناخبين: «نحن أمة لا يستغني عنها العالم، نحن الشعب الاستثنائي، ويجب أن نعود إلى القمة مجدداً». وأضاف أنهم ينسون دور جورج بوش ونائبه ديك تشيني في تدهور مكانة أميركا، ويقولون إن «الرجل الموجود في البيت الأبيض والذي صودف أنه أسود، بذل جهوده لتسريع ذلك».