أكد رئيس إقليم توسكانا الإيطالي إنريكو روسّي العائد من جولة في شمال أفريقيا شملت تونس والجزائر، أن جنوب المتوسّط «ليس مجرّد حاضنة للفقر وطلب المساعدات والتطرّف، بل هو أيضاً فضاء حيوي للحوار ومجال للثراء والتنمية، ليس لبلدانه فحسب بل لأوروبا أيضاً». ولم يكتفِ بزيارة العاصمتين بل ذهب في تونسجنوباً إلى القصرين، «حيث توجد طاقة عمل رائعة مكوّنة من الشباب الذين يمثلون غالبية سكان المنطقة»، وإذا «توافرت الاستثمارات المولّدة لفرص العمل، سيتحوّلون إلى طاقة ابتكار في بناء المجتمع، ووقف موجات الهجرة غير القانونية ومجابهة التطرّف الأصولي ومكافحته». وقال روسّي في الحوار التلفزيوني الذي أجراه معه موقع وكالة «أي جي آي» الإيطالية للصحافة، «غالباً ما يعتبر الغرب جنوب المتوسّط عبئاً ومكاناً يُطالب بالمساعدات فحسب، لكن في الحقيقة تملك هذه البلدان طاقات اقتصادية ومجتمعية كامنة، قادرة حتى على حل مشاكلنا في بلادنا». ولفت إلى أن «الدليل على ذلك نتائج الخطوة التي بادر إليها رئيس شركة «سيفيتال» الجزائرية في بيجاية إسعاد ربراب، الذي أنقذ باستثماره في إقليمنا مصنع الصلب في ميناء بيومبينو». ولا يقتصر سعي رئيس إقليم توسكانا الإيطالي إلى انشغاله بما أسماه «ديبلوماسية المدن»، على التواجد في شمال أفريقيا، بل أعلن «قرار تخصيص السنوات الخمس المقبلة لتوسيع آفاق التعاون بين إقليمنا وإيطاليا مع بلدان الشرق الأوسط». وأشار إلى أن «المحطة المقبلة ستكون كردستان العراق تليها فلسطين وإسرائيل ولبنان، حيث لدينا مشاريع كثيرة قيد الإنجاز، كما سأذهب إلى مصر». وروسّي على قناعة بأن على أوروبا أن «تلقي نظرة جدية على جنوب المتوسط، في حال أرادت أن تكون تلك القوة العظمى الحاملة للسلام والتنمية في العالم، بحيث لا تكتفي بالنظر شرقاً كما فعلت ألمانيا بسبب مصالحها الخاصّة».