أعلن تنظيم «ولاية سيناء»، الفرع المصري لتنظيم «داعش»، أمس ذبح رهينة كرواتي خُطف في منطقة متاخمة للقاهرة نهاية الشهر الماضي. ونشر التنظيم عبر حساب تابع له على موقع «تويتر» صورة لرأس الرهينة الكرواتي توماسلاف سلوبك (30 عاماً) الذي يعمل في شركة فرنسية للنفط، مصحوبة بتعليق: «قتل الأسير الكرواتي المشاركة بلاده في الحرب على الدولة الإسلامية بعد انقضاء المهلة» التي كان حددها التنظيم لإطلاق سراح «نساء مسلمات» من سجون مصرية، و «تخلي» القاهرة وزغرب عنه. وألحقت بصورة رأس سلوبك صورتين لخبرين يتحدث أحدهما عن دعم الحكومة الكرواتية جهود مصر في مكافحة الإرهاب والتطرف ويتحدث الآخر عن دعم كرواتيا إقليم كردستان العراق الذي يخوض مقاتلوه الحرب على «داعش». ووفق مصادر أمنية، خُطف سلوبك من على طريق الواحات قرب ضاحية السادس من أكتوبر المتاخمة للعاصمة في 22 تموز (يوليو) الماضي. وأنزل الخاطفون الضحية من السيارة التي كان يستقلها، وخطفوه تحت تهديد الأسلحة الآلية. وتركوا السيارة. ولم تُحدد السلطات المصرية في حينها إن كان الحادث إرهابياً أم جنائياً، خصوصاً أن تنظيم «ولاية سيناء» ينشط تحديداً في شمال سيناء التي نفذ فيها عمليات خطف وقتل لعشرات من أبناء البدو بزعم التعاون مع الأمن المصري أو «العمالة لإسرائيل». وتلك الواقعة هي أول عملية لخطف رهينة أجنبي قرب القاهرة، إذ كان التنظيم المتشدد تبنى أواخر العام الماضي قتل موظف أميركي يعمل في شركة نفط عُثر عليه مقتولاً في سيارته في الصحراء الغربية، ونشر التنظيم هويته، لكن لم تتم المساومة على حياته وقُتل في الحين. وتبنى التنظيم المتشدد هجوماً نوعياً بسيارة مُفخخة في قلب القاهرة استهدف القنصلية الإيطالية الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل شاب وتدمير جزئي للمبنى التراثي. وظهر من عملية إعدام الرهينة الكرواتي أن التنظيم يؤكد أنه بات له موطئ قدم في المناطق الصحراوية المتاخمة للعاصمة. وطريق الواحات الذي خُطف منه الرهينة الكرواتي قريب من محافظة الفيوم (جنوبالقاهرة) التي كثرت فيها الهجمات التي تستهدف قوات الأمن، ويتحدر منها متهمون في قضايا إرهاب. وبث تنظيم «ولاية سيناء» في 5 آب (أغسطس) الجاري شريطاً يظهر الرهينة الكرواتي الذي قال إنه متزوج ولديه طفلتان ويعمل لدى فرع شركة «سي جي جي» الفرنسية في القاهرة، وظهر الرجل وهو راكع على ركبتيه، ويرتدي البزة البرتقالية المميزة للأسرى لدى «داعش»، وظهر خلفه مُسلح ملثم. وقرأ الرهينة من ورقة عبارات مقتضبة قال فيها إن «جنود الخلافة للدولة الإسلامية في ولاية سيناء أسروني يوم الأربعاء 22 يوليو. هم يريدون مبادلتي بجميع المسلمات الأسيرات في السجون المصرية على أن يتم تحقيق ذلك في مهلة أقصاها 48 ساعة من الآن. وإلا سيقوم جنود الخلافة في ولاية سيناء بقتلي». وبث التنظيم المتشدد عبر حسابه على موقع «تويتر» أمس صورة واحدة لجسد رجل يرتدي البزة البرتقالية ملقى وسط الصحراء، وقد فُصل رأسه عن جسده ووضع فوق ظهره وسط الدماء، وظهر سكين وقد غُرس في الرمال إلى جواره، وخلفه العلم الأسود لتنظيم «داعش». وكانت وزيرة الخارجية الكرواتية فيسنا بوسيتش زارت القاهرة الأسبوع الماضي، لمتابعة جهود إطلاق مواطنها، بعدما تأكد خطفه من قبل «داعش»، ووعدت الحكومة المصرية ببذل كل الجهود لتحريره. ويعد قتل الرهينة الكرواتي تطوراً نوعياً في العمليات الإرهابية في مصر التي تسعى جاهدة إلى جذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية وإنعاش السياحة لتحسين أوضاعها الاقتصادية.