تواجه الحكومة الليبية المعترف بها دولياً مستقبلاً غير مؤكد بعد إعلان رئيسها عبد الله الثني أنه سيستقيل، في حين بدأت محادثات السلام ضمن أجواء مشحونة لليوم الثاني على التوالي. ومن غير الواضح ما إذا كان الثني سيؤكد الاستقالة التي قدمها على الهواء بانفعال خلال مقابلة تلفزيونية، حيث واجه الكثير من الأسئلة المحرجة والغاضبة من المواطنين، لكن الناطق باسم الحكومة حاتم العريبي قال اليوم (الأربعاء) نفى، إن «رئيس الوزراء لم يستقيل إنما قال خلال المقابلة التلفزيونية في حال طلب الشارع ذلك سأستقيل». وأضاف، أن «الاستقالة تقدم إلى مجلس النواب مكتوبة ونحن في الحكومة لم نقدمها»، ومن شأن هذه الخطوة أن تضيف مزيداً من الفوضى السياسية في ليبيا، حيث تلتقي الفصائل المتنافسة لليوم الثاني في محادثات سلام ترعاها الأممالمتحدة في جنيف. وتعرض الثني لإحراج خلال المقابلة مساء أمس مع إلقاء اللوم على حكومته، لانعدام الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والوضع الأمني المقلق في المناطق التي تسيطر عليها، وقال خلال المقابلة «إذا كان خروجنا هو الحل فأعلنها على الهواء، أنا أتقدم باستقالتي». وأضاف عبر برنامج «سجال» الذي تبثه قناة «ليبيا روحها الوطن» الموالية للحكومة الأحد الماضي إن «استقالتي مقدمة لمجلس النواب». وبدأت الفصائل المتنافسة جولة جديدة من محادثات السلام في جنيف أمس مع انضمام ممثلين عن برلمان طرابلس إلى المحادثات، فيما حض المبعوث الخاص للأمم المتحدة برناردينو ليون الفصائل على التوصل إلى إتفاق أملاً بتشكيل حكومة وحدة وطنية قادرة على فرض وقف لإطلاق النار. ووضع ليون جدولاً زمنياً طموحاً داعياً فيه إلى اتفاق شامل يتم إبرامه قبل اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول (سبتمبر) المقبل، على رغم من تحذيره أن العملية ستكون صعبة. وصرح للصحافيين أنه كان يجتمع مع الطرفين كلاً على حدة، لكنه يأمل أن يتمكن من جمعهما نهاية المطاف في غرفة واحدة، وقال «أعتقد أنه سيكون من المهم جداً أن يجتمعوا معاً. لست متأكداً ما إذا كان ذلك سيحدث اليوم أو غداً لكنني حقاً أود أن أراهم جنباً إلى جنب في الأيام المقبلة».