خفضت الصين قيمة اليوان أمس بعد صدور سلسلة من البيانات الاقتصادية الضعيفة لتسجل العملة أقل مستوياتها في نحو ثلاث سنوات، في خطوة وصفتها بكين بأنها تأتي في إطار إصلاحات تستهدف تحرير السوق. ووصف المصرف المركزي الخفض بأنه استثنائي وبلغ نحو اثنين في المئة استناداً إلى أسلوب جديد لإدارة سعر الصرف يعبّر في شكل أفضل عن العوامل في السوق. ولكنّ الاقتصاديين ذكروا أن التوقيت يشير إلى أن الهدف دعم الصادرات. وأظهرت البيانات الصادرة في مطلع الأسبوع أن صادرات الصين نزلت 8.3 في المئة في تموز (يوليو) بفعل ضعف الطلب من ثلاثة من أكبر الشركاء التجاريين في أوروبا والولايات المتحدة واليابان. وقال الاقتصادي في «فاوندر سيكيورتيز» في شنغهاي غو لي: «نعتقد أن الخطوة تهدف لتخفيف الضغط على أداء صادرات الصين الضعيف في الشهور الأخيرة وتقليص الضغوط الانكماشية الآتية من الخارج.» وسجل ثاني أكبر اقتصاد في العالم تباطؤاً ملحوظاً هذه السنة، ويعتقد بعض الاقتصاديين أن وتيرة النمو تقل كثيراً عن المعدل المستهدف للعام الحالي أي سبعة في المئة، وفي حال تحقيق المعدل المستهدف سيكون الأقل في الصين في 25 سنة. وأوضح البنك المركزي أن «استمرار تسجيل تجارة الصين فائضاً كبيراً نسبياً في حين أن سعر الصرف الحقيقي لليوان لا يزال قوياً نسبياً أمام العملات العالمية المختلفة ولا ينسجم مع توقعات السوق (...)، يجعل من الضروري تحسين متوسط السعر لتلبية حاجات السوق». وتتحكم الصين بسعر صرف اليوان من خلال متوسط السعر الذي يمكن أن يتحرك بنسبة اثنين في المئة يومياً. وأعلن «بنك الشعب» أمس إنه سيحدد متوسط السعر، استناداً لأسعار المتعاملين في السوق وسعر الإغلاق في اليوم السابق. وخفض صباح أمس متوسط السعر إلى 6.2298 يوان للدولار في مقابل 6.1162 يوان عند التسوية أول من أمس، وهو أكبر تعديل يومي لمتوسط السعر على الإطلاق. وفي السابق، كان المصرف يحدد متوسط السعر استناداً لمعادلة تضم سلة من العملات ولكنه لم يكشف النقاب قط عن كيفية احتسابها، ويعتقد كثيرون أن متوسط السعر كان في الواقع يستغل في حالات كثيرة لتوجيه السوق بما يتفق مع أهداف السياسات الموضوعة. وفي ظل النظام الجديد، سيكون لقوى السوق قدرة أكبر على خفض قيمة اليوان في الأسابيع المقبلة ولكن ستظل بكين صاحبة اليد الطولى في تحديد متوسط السعر في ظل النفوذ الهائل لمصارف الدولة في التعاملات اليومية على اليوان. وتمثّل خطوة أمس تراجعاً عن سياسة اليوان القوي التي كانت تهدف لدعم الطلب المحلي وساعدت الشركات الصينية على الاقتراض والاستثمار في الخارج وتشجيع الشركات والحكومات الأجنبية على استغلال العملة في شكل أكبر. وفضلاً عن بيانات الصادرات الضعيفة، أعلنت الصين هبوط أسعار الجملة لأقل مستوى في نحو ست سنوات، ما يزيد الضغوط على المنتجين. ويذكر أن اليوان تحرك في نطاق ضيق جداً منذ آذار (مارس)، لم يزد على 0.3 في المئة. وأمس سجل في التعاملات الفورية المبكرة أدنى مستوى منذ أيلول (سبتمبر) 2012.