أخلت نيابة أمن الدولة بمصر سبيل الشاعر والناشر المصري الجميلي أحمد بعد القبض عليه في اليوم السابق بحجة نشر رواية "الزعيم يحلق شعره" التي يتناول مؤلفها إدريس علي جانبا من الأوضاع الاجتماعية في ليبيا في نهاية السبعينيات واعتبرتها السلطات المصرية تسيء للزعيم الليبي معمر القذافي. وقال الجميلي اليوم الخميس لرويترز إن "نسخ الرواية مازال متحفظا عليها." وأضاف أن أفرادا من الشرطة داهموا دار النشر الثلاثاء الماضي وقبضوا عليه ثم قررت النيابة العامة إخلاء سبيله في اليوم نفسه ولكن قسم شرطة شبرا الذي تقع في نطاقه دار (وعد) للنشر لم ينفذ القرار واحتجزوه حتى صباح أمس الأربعاء. وقال "عوملت مثل المجرمين... كبلت بالحديد في الطريق للقسم. وفي الطريق منه إلى نيابة أمن الدولة التي احتجزتني أربع ساعات ولم تجر معي تحقيقا بل قررت تنفيذ قرار النيابة العامة" بالإفراج عنه. ولم يتسن الاتصال بالشرطة للتحقق مما نسبه الجميلي إليها بخصوص إساءة المعاملة. كما لم يشر الناشر إلى أن التحقيق حفظ أو أن الإفراج عنه على ذمة القضية. وكان رئيس اتحاد كتاب مصر محمد سلماوي قال لرويترز عقب القبض على الناشر إنه اتصل بمسؤولين في جهاز أمن الدولة وأبلغهم أن هذا الإجراء "مسيء لمصر" وبخاصة خلال معرض القاهرة الدولي للكتاب المقام حاليا فأبلغوه أنهم لم يصادروا الرواية في المعرض وإنما "صادروها في دار النشر" وهو ما استنكره سلماوي الذي يشغل منصب الأمين العام لاتحاد الكتاب والأدباء العرب. ووأضاف أنه أبلغهم أن المؤلف والناشر عضوان في اتحاد الكتاب وأن المصادرة "محاولة لتصوير مصر على أنها دولة بوليسية... عندنا قوانين تحول دون المصادرة إلا بعد صدور حكم قضائي". وقال علي مؤلف الرواية إنه عاش في ليبيا أربع سنوات بين عامي 1976 و1980 وكتب عن تلك التجربة مجموعته القصصية (واحد ضد الجميع) ورواية (الزعيم يحلق شعره) التي "صودرت بتهمة الإساءة للقذافي.. هي نقد لأفكاره من وجهة نظر الشعب الليبي نفسه وتأثير هذه الأفكار على الحياة الاجتماعية هناك من واقع تجربتي الشخصية" في نهاية السبعينيات. وأضاف أن الرواية التي لا تتجاوز 80 صفحة "واقع ولا خيال فيها. ليس فيها إساءة لأحد."