مع كل إجازة صيفية، يتأهب عدد كثير من السياح السعوديين للسفر إلى مواطن الأجواء الباردة، والهرب من «قيض الصيف» في الجزيرة العربية، حتى أصبحوا هدفاً أساسياً من بين الجنسيات السياحية في كافة البلدان السياحية. ومع كل الخيارات المتنوعة السياحية في بلدان العالم، ظهرت على خريطة السائح السعودي أخيراً «مدينة أوردو» في الشمال الشرقي لتركيا، تلك المدينة التي دخلت التصنيف العالمي من حيث وجود مطارها في وسط مياه البحر الأسود، لتكون بذلك الثالثة على مستوى العالم. وقبيل تدشين مطارها الجديد على سطح البحر، رسمت مدينة «أوردو» معالم سياحية تحاكي بها متطلبات السائح السعودي، مراعية بذلك المتطلبات العائلية السعودية في المقام الأول، ومهيأة لهم أجواء النشاط السياحي في ظل أجوائها المعتدلة صيفاً، إذ يطلق سكان أوردو على مدينتهم «زاوية الجنة» إذ للطبيعة فيها لمسة مميزة، فهي تمتلك جبالاً وسهولاً تمتد من أقصى المدينة لأقصاها، كما أنها مغطاة بثوب أخضر نسجته أشجار الصنوبر والبندق. وتحرص أوردو في عيد الربيع الذي يتزامن مع إجازة الصيف لكثير من البلدان العربية، إبراز ثقافتها وتراثها الخاص في كل شيء تقريباً، فالمأكولات في الشوارع وكذلك المعروضات من الملابس والهدايا التذكارية، كلها تحمل شيئاً من هذا التراث. وعلى رغم ما تملكه المدينة من مقومات فهي ما زالت تفتقر إلى السياحة مقارنة بمدن تركية أخرى، إذ يؤكد والي المدينة أرفان بلقان أوغلو سعي الحكومة لتذليل العقبات كافة أمام السياح والمستثمرين للقدوم إلى المدينة، لافتاً إلى أن المدينة هي الأولى في إنتاج البندق عالمياً والأكثر تصديراً له، لذا سميت عاصمة البندق، وهي تقيم مهرجان البندق الذهبي في شهر أيلول (سبتمبر) من كل عام. وبيّن أن التوسع الاقتصادي والسياحي بين السعودية وتركيا، يأتي في تطور كبير، وذلك لما يشهده البلدان من تعاون مشترك، واتفاقاً في كثير من الأمور والعادات والتقاليد، موضحاً أن محافظته اهتمت بالسائح العربي بالدرجة الأولى، إذ انعكس ذلك على تسهيل التعامل مع السياح بالمعلومات العربية في كثير من المواقع السياحية، والاستثمارية. ويشير أيضاً إلى أنها تمتلك قمماً جبلية قلّ أن تراها في غيرها من المدن، والبيوت على قمم هذه الجبال يتم بيعها بأسعار زهيدة نظراً بمثيلاتها في بلدان ومدن أخرى، مضيفاً: «تعتبر أوردو من أقدم الأماكن التي استوطنها الإنسان، فتاريخها يعود إلى 3000 عام قبل الميلاد. وهي تمتلك شاطئاً رملياً يعد من أنظف الشواطئ وأطولها في منطقة شرق البحر الأسود، إضافة إلى وجود السواحل والشلالات والأنهار التي تسير هادئة بين جبالها». وتسعى الحكومة التركية إلى تقديم فرص عدة كتسهيلات أمام رجال الأعمال السعوديين، واستقطاب الاستثمارات السعودية إلى تركيا، وذلك من خلال الترويج للاستثمار السياحي، والعقاري، إضافة إلى الاستثمار الصناعي والزراعي، وتمثلت تلك التسهيلات في تقديم أراضٍ استثمارية لا يتجاوز سعر المتر العقاري لها أكثر من ألف ريال.