في ظل ظروف وسائل الاتصالات المنتشرة في عالمنا المعاصر التي جعلت العالم كمنزل واحد، أصبحت هذه العبارة مقولة هذا الزمان، علماً بأن الجهل لمعناها للبعض أدرى إلى تراكم المفاهيم، ودلالة مصطلح الانفتاح توحي بضده وهو الانغلاق، فكأن المراد من الانفتاح إزالة الانغلاق، وهذا فيه إشارة إلى نشأة هذا المصطلح. حين كان الصدام قائماً بين الكنيسة الداعية إلى رفض كل الأفكار العلمية الجديدة، والفكر اللاديني المنفتح على كل جديد، والرافض لكل ما لا يقع تحت سيطرة العقل وسلطانه، وبسبب طبيعة الموقفين اعتبر الفكر الكنسي منغلقاً، والفكر اللاديني منفتحاً. وكان من الممكن ألا يقع صراع، لو كان الوحي الذي تتبناه الكنيسة سالماً من التغييرات التي طرأت أخيراً. فكان من الطبيعي أن يتعارض ما يكتشفه العلم من سنن الله في الطبيعة، مع ما تقرره الكنيسة في مصادرها. وما ادى الى الانفتاح الفكري هي تلك الوسائل التي تقتحم تلك العقول، أصبحت عقول هذا الجيل في مواجهة شرسة وعنيفة مع من يملك الوسائل التي يقتحم بها تلك العقول... وأصبحت تُطرح عدد من القضايا الفكرية الشائكة أمام الشباب، وما ينتج عن هذا الانفتاح في طرح القضايا الفكرية، التي قد تمسّ العقيدة أحياناً، فقد تجد مؤيداً ومشجعاً لبعض هذه القضايا، والكل يدلو بدلوه على حسب انفتاحية فكره، ويؤدي أيضاً الى تساؤل بعض المتفتحين فكرياً الى سؤال بسيط صغير: هل نحن نعيش مرحلة تجديد فكري مع التعاصر، أم تخبط فكري منطوٍ؟ واصبح ايضاً في صدد هذا الانفتاح وجود مخترقين لهذا الانفتاح الذي لم يتضح هدفه الصريح. ويبقى السؤال من المسؤول عن فتح أبواب الحوار على مصراعيها أمام الشباب والمراهقين؟ ومن يتحمل وزر نتيجة هذا الانفتاح؟ [email protected]