عثر الجيش اللبناني أمس على جثة أحد ضحايا الطائرة الاثيوبية المنكوبة بعد 9 أيام من تحطمها في البحر بعد 3 دقائق من اقلاعها من مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، وقضى كل ركابها وطاقمها البالغ عددهم 90 شخصاً كما عثر على جزء من هيكل الطائرة قبالة شاطئ الناعمة. واعاد هذا الحدث الأمل إلى ذوي الضحايا باحتمال تكريم موتاهم. وتنادى عدد من الأهالي إلى شاطئ خلدة حيث تنتشر فرق الدفاع المدني وجنود من الجيش، بينما تنادى آخرون إلى مستشفى رفيق الحريري الجامعي الحكومي. وتبين لاحقاً أن الجثة لم يلفظها البحر الى الشاطئ إنما عثر عليها جنود من مغاوير البحر على مسافة نحو 5 كيلومترات من الشاطئ، وأكدت الامر قيادة الجيش - مديرية التوجيه في بيان اوضحت فيه «ان الجثة وبعض الأشلاء البشرية عثر عليها على مسافة 5 كيلومترات من شاطئ الناعمة، وسلمت الى الصليب الاحمر بعد اتخاذ الاجراءات القانونية في شأنها». وفي معلومات «الحياة» أن مروحية للجيش كانت تستطلع المنطقة فرأت بقعة زيت فظنت أنها من الطائرة، فاستدعت زورقاً لمغاوير البحر حيث عثر على الجثة التي وجدت طافية. ويرجح أن انتفاخ الجثة أدى الى فك حزام الأمان في مقعد الطائرة». وأشارت المعلومات الى ان هناك حثة أخرى متحللة. وتوجه فريق البحث الفرنسي الى المنطقة مكثفاً جهوده خلال فترة بعد الظهر والليل استباقاً لعاصفة مرتقبة. وكشف الطبيب الشرعي أحمد المقداد على الجثة وقال ل «الحياة»: «يصعب التعرف الى هوية صاحبها من دون إجراء فحص الحمض النووي (دي أن آي) التي تستغرق على الأقل 36 ساعة، لأسباب عدة أولها أن الجزء العلوي من الرأس غير موجود، والطبقة الخارجية من الجلد أصيبت نتيجة وجودها أسبوعاً في مياه البحر بتشققات»، موضحاً «أنها تعود إلى رجل بشرته بيضاء، ويرجح أن يكون في العقد الخامس من العمر». وأشار إلى «العثور في جيب الضحية على سلسلة ذهبية فيها أيقونة لكنها فارغة». واكد هذه المعلومات وزير الصحة محمد جواد خليفة الذي حضر الى المستشفى وعاين الجثة مع الأطباء، وكذلك مدير المستشفى خالد الوزان. وقال خليفة: «عندما نتأكد من هوية الجثة نتصل بالمعنيين ونبلغهم»، داعياً ذوي الضحايا الى «عدم الحضور الى المستشفى لأن لا احد منهم قادر على التعرف الى الجثة وهذا غير ممكن إلا بفحص الحمض النووي». وأشار الى «وجود سلسلة من الذهب في عنق الضحية، لا يوجد فيها اي صورة او اي شيء مميز او احرف مطبوعة ولا يمكن من خلالها التعرف الى شخص معين». وقال الوزان: «وصلت الجثة وسحبنا منها العينات التي يتطلب صدور نتائجها 8 ساعات على الأقل ثم يجب أن تقارن هذه النتائج بالخريطة الوراثية، لهذا نقول على الأقل نحتاج الى 36 ساعة». ويرجح أن الجثة تعود إلى اللبناني ألبير جرجي عسال خصوصاً أن شقيقه حضر الى المستشفى وتعرّف إليه على رغم التشوه الذي أصاب الجثة، لكنه قال إنه سينتظر نتيجة ال «دي أن آي». وكان فريق الأدلة الجنائية اللبناني عاد ليل اول من امس، من أديس أبابا، بعينات لذوي الضحايا الاثيوبيين، خصوصاً أن في المستشفى 5 جثث، 4 لنساء وواحدة لرجل، ويعتقد أن الرجل هو ضابط الأمن في الطائرة واثنتان منها لمضيفتين. وأكد الوزان وصول العينات من أثيوبيا، موضحاً «أنها موزعة بيننا وبين الأدلة الجنائية». ووصل بعد ظهر امس الى بيروت وفد من الخبراء الفرنسيين مع عتادهم للانضمام الى فرق البحث عن المفقودين والصندوق الاسود وبقية حطام الطائرة، في حين تابعت اللجان المتخصصة بالتحقيق في الكارثة اجتماعاتها امس في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت. وأحيطت هذه الاجتماعات كالعادة، بتكتم شديد. وأعلنت السفارة الفرنسية في بيروت أن الفريق «من البحرية الفرنسية (خلية الغطاسين وعمليات التدخل في أعماق البحر CEPHISMER) جاء للمشاركة في عمليات البحث بناء على طلب السلطات اللبنانية»، موضحة «أنه سيستعمل إمكاناته الصوتية الخاصة برصد الإشارات البحرية لمحاولة تحديد موقع الصندوق الأسود للطائرة المنكوبة، وأنه سيدعم عمل محققي مكتب التحقيقات والتحاليل (BEA) لسلامة الطيران المدني». وأشارت إلى أن الفريق سيبدأ عمله بعد غد (5 شباط/فبراير) «بعد وصول وسائله العملانية». وتابعت السفارة في بيان: «تضاف هذه الوسائل إلى الجهود الفرنسية الأخرى وهي: حضور محققين تابعين لمكتب التحقيقات والتحاليل الفرنسي BEA وانضمامها الى لجنة التحقيق اللبنانية وذلك في إطار اتفاق التعاون الجوي بين BEA والمديرية العامة للطيران المدني. وانضم إليهما في 29 كانون الثاني خبيران في مجال البحث الصوتي في مكتب BEA وهما يشاركان في العمليات الهادفة إلى تحديد موقع الصندوق الأسود. وتولت طائرة Atlantique II التي أتت من قبرص في 25 كانون الثاني تنسيق عمليات التحليق فوق موقع الحادث. ودعت السلطات اللبنانية المدير السابق لمكتب BEA أرسلانيان بصفته الشخصية ليقدم لها خبرته في هذا المجال». وأقام المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى برئاسة نائب رئيسه الشيخ عبد الأمير قبلان، مجلس عزاء عن أرواح ضحايا الطائرة، حضره رئيسا المجلس النيابي نبيه بري والحكومة سعد الحريري ورئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد ممثلاً الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله، اضافة الى شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نعيم حسن، وشخصيات سياسية ودينية ووفود حزبية لبنانية وفلسطينية وشخصيات ديبلوماسية.