إسلام آباد، نيودلهي - يو بي آي، رويترز - أبدى وزير الدفاع الباكستاني أحمد مختار أمس، قلق بلاده من التأثير الهندي المتنامي في أفغانستان، مؤكداً دعم إسلام آباد لعملية المصالحة الوطنية في كابول. وقال خلال لقائه قائد القوات البحرية البريطانية الأميرال السير مارك استين هوب في إسلام آباد: «نعارض بشدّة أي دور للهند في هذا البلد الذي تدمّره الحرب». وأشار الى أن إعادة دمج عناصر «طالبان» المعتدلين في المجتمع يمكن أن يساعد في جلب السلام والاستقرار إلى أفغانستان. وتناول اللقاء مساهمة باكستان في مكافحة الإرهاب والتعاون بين القوات البحرية في البلدين، إضافة إلى الوضع الأمني في أفغانستان. في غضون ذلك، رأى سي. راجا موهان، الخبير في السياسة الخارجية بمكتبة الكونغرس الأميركي، أن فشل نيودلهي في التعامل مع الوضع المتغير في أفغانستان قد يسبب كبوات كبيرة لها تضطرها إلى تخفيف موقفها من طالبان كي لا ينظر إليها باعتبارها تعيق عملية السلام». وكتب موهان في صحيفة «إنديان إكسبريس»: «تمتعت الهند بنفوذ كبير في أفغانستان منذ إطاحة نظام طالبان نهاية عام 2001، لكن الركود الذي شاب السياسة الأمنية الهندية خلال الشهور القليلة الماضية، في مقابل عمليات الجيش الباكستاني ضد المتمردين على أراضيها يهددان بتهميش نيودلهي في المرحلة الثانية». ويخشى مسؤولون هنود أن تمنح خطة «المصالحة» بين كابول وحركة «طالبان» والتي يؤيدها الغرب إلى استيلاء الحركة على السلطة بمجرد انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان، ما يضر بثماني سنوات من الاستثمارات الهندية المالية والديبلوماسية في هذا البلد المهم لمصالحها ولمصالح باكستان أيضاً. وصرح وزير الخارجية الهندي إس. إم. كريشنا بأن «نيودلهي ترغب في دعم الجهود الرامية إلى تحقيق السلام مع طالبان من أجل إحلال السلام في أفغانستان المجاورة»، مضيفاً: «نرغب في المحاولة شرط أن تقبل طالبان الدستور الأفغاني وتقطع الاتصالات بتنظيم القاعدة وبقية الجماعات المتشددة». وقال عدي باسكار، رئيس المؤسسة البحرية الوطنية، وهي مؤسسة بحوث للشؤون الاستراتيجية تتخذ من نيودلهي مقراً لها: «إذا أردنا تقويم نتيجة اجتماع لندن فإن العالم يحاول التوصل الى اتفاق مع طالبان وعلى الهند قبول هذا الأمر، وإلا ستواجه خطر أن تتحول الى نسق منفرد». لكن علاقات الهند التقليدية الجيدة بأفغانستان وشعبها تجعل نيودلهي تقف على أرض صلبة، علماً انها تنفق حالياً 1.2 بليون دولار لبناء طرق وخطوط كهرباء في هذا البلد. وقدمت الهند الأسبوع الماضي مئات من منح الزمالة لدعم طلاب أفغان يسعون الى نيل درجات علمية أعلى في مجال الزراعة الذي يعتبر مهماً لتحسين حياة الأفغان. ميدانياً، ارتفع عدد ضحايا الاشتباكات السياسية التي تواصلت في كراتشي العاصمة التجارية لباكستان لليوم الرابع على التوالي الى 27 قتيلاً و24 جريحاً. وأثارت عمليات القتل التي شهدتها كراتشي خلال الفترة الأخيرة واستهدفت أشخاصاً ينتمون إلى كل الأحزاب الرعب في أوساط السكان. على صعيد آخر، أبلغ الأميركيون الخمسة من ولاية فرجينيا والمتهمين بالاتصال بجماعات متشددة عبر الانترنت والتخطيط لشن هجمات إرهابية في باكستان المحكمة انهم تعرضوا للتعذيب على أيدي عملاء مكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي وأن الشرطة الباكستانية تسعى الى ادانتهم من دون وجه حق. وقال طارق أسد محامي الأميركيين الخمسة: «أعلنوا انهم تعرضوا لصدمات كهربائية»، لكن ريتشارد سنيلساير الناطق باسم السفارة الأميركية في إسلام آباد نفى صحة المزاعم، وهو ما أكدته الشرطة. وسيمثل المتهمون أمام المحكمة مجدداً في 16 الشهر الجاري.