أولاً أسجل احترامي وتقديري لبطولة الأمم الأفريقية وما أحدثته من فرحة في الشارع المصري، كان في أشد الحاجة إليها في الظروف الحالية. ثانياً أسجل سعادتي البالغة بأحمد حسن ورفاقه الذين استطاعوا أن يغيّروا كل مفاهيم كرة القدم في العالم أجمع، من صعود فريق غير مرشح للمرة الثالثة على التوالي إلى منصة التتويج خارج بلاده وفي وسط أدغال أفريقيا، ولم يكتفوا بالفوز بالبطولة بل فازوا بكل الألقاب التي من الممكن أن تخطر لك على بال، ولكن أحمد حسن بالتحديد سيظل ظاهرة يجب على الجميع درسها فمن غير المعقول أن يكون أكبر اللاعبين داخل الملعب بعيداً عن حراس المرمى هو أكثرهم جهداً وعطاءً بشكل يصعب تصديقه، والأكثر من ذلك أنه يسجل أهدافاً في أوقات عصيبة تعود بفريقه إلى المباريات من جديد مثلما حدث أمام نيجيريا وبعدها أمام الكاميرون، ثم يتوج مجهوده بالفوز بلقب أفضل لاعب في البطولة لتصبح المرة الثانية في ثلاث دورات متتالية، ناهيك عن تحطيمه الرقم القياسي لعدد مرات اللعب الدولي، بل إنه يقترب بشدة من الحصول على لقب عميد لاعبي العالم، وغالب الظن أنه قادر على ذلك لأنه يتطلب البقاء في الملاعب الدولية لمدة عام أو عامين على الأكثر، وبحكم معرفتي باللاعب أرى أنه قادر على ذلك بشدة. ثالثاً أسجل تقديري لحسن شحاتة وجهازه المعاون، أما عن شحاتة فقد حصل الرجل على التقدير من الجميع بدءاً من رئيس الجمهورية حتى أصغر مواطن مصري، وهو حق مشروع له عن مجهود وعمل دؤوب، ما دعا إلى تقديره واحترامه، ولكن ماذا عن جهازه المعاون الذي دأب شحاتة نفسه على الإشادة به، ولكن يبدو أن بعض وسائل الإعلام تريد أو تحاول أن تنسى أن هناك ثلاثة معاونين للرجل أسهموا بشدة في صنع الانتصارات وهم شوقي غريب المدرب الموهوب الذي لا يستطيع أحد أن ينكر فضله وجهده غير العادي، ثم حمادة صدقي أحد الجنود المجهولين في هذا الجهاز والذي بدأ يتحرك ويتكلم أخيراً ليصل صوته إلى الجميع بعد سنوات من الصمت المحترم، ثم مدرب الحراس أحمد سليمان الذي نجح باقتدار في الوصول بعصام الحضري إلى هذه الفورمة غير العادية ليؤكد أنه مدرب كبير، لذلك أرجو أن تتغير نعمة الإعلام وتبدأ في الإشادة بالجهاز المعاون لشحاتة لأنهم يستحقون بالفعل الإشادة، وبالتأكيد أيضاً هناك جنود عظماء نجحوا بقوة في مساندة الفريق لتحقيق كل هذه الانتصارات مثل الجهاز الطبي بقيادة الدكتور أحمد ماجد والإداري بقيادة سمير عدلي، وبغيرهم من الطاقم المعاون، فهل تبدأ في الإشادة الجماعية وإعطاء كل ذي حق حقه أم سنظل دائماً وأبداً نتبع سياسة الفرد الواحد وتكريمه ونسيان بقية أعضاء كتيبة النجاح. رابعاً أسجل تقديري للإعلام المصري والعربي الذي كان على مستوى الحدث تماماً ونجح في تغطية رائعة للحدث، ونقل كل الأحداث بحرفية شديدة وتميز رائع، ولعل أفضل ما في هذا الإعلام خلال البطولة على المستوى المصري والعربي هو كيفية تعامله مع مباراة مصر والجزائر في البطولة قبل المباراة وبعدها، فللمرة الأولى أجد هذا التعقل الشديد في التصدي للمباراة ومحاولة استعادة أرضية للتفاهم المشترك، كناقد قاربنا على نسيانها، وهو ما أعطى للجميع أملاً جديداً في أننا قادرون على تجاوز الأزمات العابرة بفضل الإعلام المستنير، وهي فرصة لكي أدعو الجميع لنبذ الخلافات والبداية من جديد وعلى أسس صحيحة وسليمة، ولتكن مثلاً البداية الآن في تهيئة الأجواء للقاء ودي بين مصر والجزائر في أي مكان عربي، فالأعصاب هدأت لأن الجزائر تأهلت إلى كأس العالم ومصر استردت ثقتها بنفسها بفوز فريقها بالبطولة الأفريقية، لذلك أرى أنه حان الآن وقت تدخل الوسطاء العقلاء لضمان تمثيل مشرّف للجزائر والعرب في كأس العالم، وضمان تشجيع العالم العربي بالكامل للممثل العربي الوحيد، وأيضاً ضمان استمرار التواصل العربي لقتل كل الخلافات. [email protected]