تضاءلت الآمال في العثور على ناجين من حادث غرق قارب بالبحر المتوسط ويقدر أنه أسفر عن غرق اكثر من 200 مهاجر اليوم (الخميس)، بينما استدعيت سفن الإنقاذ لمساعدة المزيد من قوارب المهاجرين في نفس المنطقة. وقال رئيس بلدية باليرمو، ليولوكا أورلاندو بينما رست سفينة لو نيام التابعة للبحرية الايرلندية في الميناء تحمل نحو 370 من الناجين من كارثة أمس و25 جثة تضم ثلاثة أطفال "نحن نشهد ابادة جماعية سببها الانانية الاوروبية". ودعا أورلاندو الزعماء الاوروبيين لعمل المزيد لمنع مثل هذه الكوارث والسماح باعادة توطين مزيد من اللاجئين في بلادهم. وكان أورلاندو يتحدث إلى التلفزيون الايطالي، بينما وصلت سيارات نقل الموتى لحمل الجثث. وبعد نزول الناجين، تم اقتياد بعضهم الى متن السفينة لمعرفة ان كان بامكانهم التعرف على هوية الاطفال الموتى. وقالت الشرطة انها احتجزت خمسة رجال يشتبه انهم كانوا يقودون السفينة التي انقلبت أمس وبقيامهم بدور في تهريب المهاجرين. وأنقذت سفن من البحريتين الايطالية والايرلندية ومنظمة "أطباء بلا حدود" نحو 400 شخص من سفينة صيد يعتقد انها كانت تحمل ما يصل الى 600 شخص، معظمهم سوريون فارون من الحرب الاهلية في بلادهم. وقال ناطق باسم خفر السواحل أنهم لم يعثروا على مزيد من الناجين بعد مسح المياه في الليلة السابقة. وأضاف الناطق ان السفن الايطالية واصلت تفتيش المنطقة اليوم. وقال مصور ل "رويترز" على متن السفينة "فينكس" التابعة لمنظمة "أطباء بلا حدود" ومحطة المساعدة البحرية للمهاجرين إن أحوال البحر كانت هادئة اليوم وهي ظروف مثالية لمحاولة العبور. وأضاف أن السفينة استجابت لنداء استغاثة من قارب يحمل نحو 500 شخص. وأظهر حساب خفر السواحل على موقع "تويتر" أنه انتشل 381 شخصا صباح اليوم، بينما قالت صفحة للبحرية الإيطالية على نفس الموقع إن احدى سفنها نقلت 101 من قارب مطاطي كبير. وقالت صفحة "أطباء بلا حدود" إن السفينة التابعة لها ارجوس أنقذت 87. وانقلب قارب أمس عند اقتراب سفينة الإنقاذ ربما لأن الركاب اليائسين تجمعوا على جانب واحد للقارب عندما شاهدوا سفينة المساعدة تقترب. وقال وزير الدفاع الارلندي سايمون كوفيني في اذاعة "آر تي إي" الحكومية الارلندية اليوم "ما حدث هنا كان بسبب ان السفينة كانت مكتظة بالناس". والسفينة الارلندية جزء من مهمة ترايتون التي يقوم بها الاتحاد الاوروبي وجرى التوسع فيها، بعد غرق ما يصل الى 800 مهاجر في تحطم سفينة في نيسان (ابريل). وتشير تقديرات المنظمة الدولية للهجرة إلى أن أكثر من ألفي مهاجر ولاجئ لاقوا حتفهم حتى الآن هذا العام أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا باستخدام القوارب مقابل 3279 حالة وفاة خلال العام الماضي بالكامل. ووصول أعداد كبيرة هذاالصيف الى ايطاليا واليونان يشير الى ان الازمة تتفاقم. ويستمر المهاجرون الفارون من العنف والفقر في بلادهم في التدفق من أفريقيا والشرق الاوسط.