تستضيف أمانة جدة بعد غد (الأربعاء)، خبراء من 70 جهة محلية وعالمية، للمناقشة والتباحث في استخدام النظم الجغرافية لمجابهة الطوارئ التي قد تحدث في المنطقة، من خلال ندوة «دور نظم المعلومات الجغرافية في إدارة الكوارث والحد من انتشار الأوبئة».وأوضح المشرف على مركز نظم المعلومات الجغرافية في أمانة جدة الدكتور عبداللطيف الحارثي ل«الحياة» أن الندوة التي تستضيف خبراء من أميركا وألمانيا في مجال إدارة الكوارث، تهدف إلى تبادل الخبرات في مجال استخدام التقنية ونظم المعلومات الجغرافية، للقضاء على انتشار الأوبئة في جدة. مشيراً إلى أن الخطط المستقبلية للأمانة تركز على استخدام الوسائل كافة، للحد من تأثير الكوارث، إضافة إلى الأخذ في الأعتبار سرعة اتخاذ القرار في حال وقوع الكارثة بالتعاون مع الجهات المعنية. وكشف أن اللقاء يناقش ثلاثة محاور رئيسة، الأول عن تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية في الحد من الكوارث الناجمة عن بعض الظواهر الطبيعية، مثل الفيضانات والسيول والزلازل وغيرها، مفيداً أنه يمكن من طريق تطبيق نظم المعلومات الجغرافية تحديد الأراضي المنخفضة المعرضة للفيضانات والمواقع المناسبة لإنشاء القنوات اللازمة للحد من أضرار الفيضان. وقال: «العمل على تحديد مواقع تجميع مياه الأمطار وتوزيعها على شبكات تصريف السيول الطبيعية أو الصناعية التي لا بد من فحصها وصيانتها بشكل منتظم، إضافة إلى إمكان التحديد المسبق للمسارات البديلة للحركة المرورية في المناطق المعرضة للمخاطر». وذكر أن المحور الثاني يتناول دور نظم المعلومات الجغرافية في الحد من انتشار الأوبئة والأمراض، لتساعد على تحديد المناطق ذات النسبة العالية في انتشار الوباء، وتمكن الجهات المعنية من أخذ التدابير اللازمة لاحتواء المرض وتنفيذ الخطط العلاجية في المناطق المصابة والوقائية. لافتاً إلى أنه يمكن استخدام نظام المعلومات الجغرافية في تعقب مواقع الإمدادات الطبية وتحديد أماكن وأعداد أسرّة المستشفيات الشاغرة، وأماكن توزيع أفراد الخدمات الطبية، إضافة إلى مجموعة من تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية التي تمكن مقدمي الخدمات العامة من استخدامها لحماية حياة وصحة السكان عموماً. وأفاد الدكتور الحارثي أن المحور الثالث سيركز على الاستفادة من منظومة خدمات نظم المعلومات الجغرافية في التخطيط والتنسيق للاستجابة لحالات الطوارئ، من خلال تحديد مواقع البنى التحتية، والمباني والمدارس ومراكز الشرطة والأمن ومراكز الطوارئ والمستشفيات وغيرها، ودمج البيانات مع المواقع الفعلية للتمكن من تقويم النتائج ووضع الخطط المناسبة للاستجابة للأزمات. إلى ذلك أكد الدكتور عبداللطيف الحارثي، أن الندوة ستعمل على تبادل الخبرات عن أحدث التطورات في نظم المعلومات الجغرافية، لدعم أصحاب القرار في تحسين الخدمات، وتقليل المخاطر على حياة السكان عند الأزمات، لافتاً إلى أن هذا اليوم يعد اللقاء السنوي الثالث الذي تنظمه الأمانة على التوالي تحت مسمى «يوم نظم المعلومات الجغرافية 2010م»، إضافة إلى أنه يعد أكبر التجمعات لأصحاب القرار والمهنيين ومقدمي الخدمات والمهتمين بمجال نظم المعلومات الجغرافية. وشدد على أهمية الدور الرئيس الذي تلعبه نظم المعلومات الجغرافية في دعم التنسيق بين الجهات المسؤولة التي يجب أن تتعاون في حالات الطوارئ، من خلال تقليل تحديات توفير الخدمات للمناطق المنكوبة وجمع المعلومات وتنسيقها في قاعدة بيانات، على أن يتم الوصول إلى هذه البيانات الحيوية من قبل مقدمي الخدمات الأساسية عند الحاجة.