تعرضت بريطانيا خلال فصل الصيف الحالي إلى موجة حر هي الأقوى منذ سنوات، فيما رجحت معلومات أن تكون هذه الموجة بداية لعصر من التغير المناخي في المملكة يرتقب أن يستمر ليتسبب بأضرار بشرية اعتباراً من العام 2050 في لندن والمناطق الجنوبية الشرقية، حيث قد تصل الحرارة، العام 2080، إلى 41 درجة مئوية. وقالت صحيفة «هافنغتون بوست الالكترونية» ان بريطانيا سجلت في الأول من تموز (يوليو) الماضي أعلى درجة حرارة منذ العام 2006، إذ وصلت إلى 36.7 درجة مئوية في مطار هيثرو. وحينها توالت التحذيرات الحكومية للمواطنين من التعرض المباشر لأشعة الشمس، فيما ألغي عدد من رحلات القطار الداخلية، وأمرت الحكومة سائقي القطارات الذين لم تلغ رحلاتهم بالقيادة ببطء خشية تمدد السكك الحديدية. ووفقاً لتقرير رسمي صدر عن الحكومة البريطانية العام 2009، ضمن خطة حكومية لمواجهة خطر الاحتباس الحراري على البلاد ونشرته صحفية «ذي غارديان»، فإن مناخ المملكة سيشهد خلال السنوات الخمس المقبلة تغيرات مناخية عدة تتسبب في فصول صيفية أكثر حراً وجفافاً، فيما سيصبح الشتاء أكثر اعتدالا ورطوبة، الأمر الذي قد يخلق كوارث بيئية في حال لم تبدأ الحكومة بسرعة في اتخاذ خطوات لمواجهة هذا التغير الذي يقترب أكثر كل يوم. وأشار التقرير إلى ان الزيادة المتوقعة لمعدلات الحرارة العام 2040 في المملكة المتحدة تصل إلى درجتين مئويتين، بينما قد تصل إلى ثماني درجات مئوية أو أكثر العام 2080، إذا واصل الانبعاث الكربوني، أحد أهم أسباب ارتفاع درجات الحرارة في العالم، ارتفاعه بالمستويات ذاتها التي نراها حالياً. ولمساعدة الدول في تقدير مدى التغيير المطلوب للتقليل من ارتفاع درجة الحرارة، أطلقت الحكومة البريطانية في العام ذاته (2009) موقعاً إلكترونياً متاحاً للجميع بعنوان «الحاسبة العالمية»، وتعتمد الحاسبة على حساب كمية الانبعاث الكربوني في العالم الناتج من نشاطات الإنسان، ومن ثم توقع مدى التغيرات التي ستطرأ على البيئة والحال المناخية التي ستكون عليها البلاد خلال السنوات المقبلة. وبذلك بات باستطاعة الأشخاص العاديين والمؤسسات على مستوى العالم، احتساب تأثير نشاطهم اليومي على البيئة المستقبلية، والبحث عن حلول عملية للتقليل من التأثير السلبي لتلك النشاطات على المدى الطويل. وتفاعل عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي مع موجة الحر، ونشر بعضهم على «تويتر» نصائح للحفاظ على سلامة الانسان والحيوان، واستغل آخرون الموقع ونشروا تغريدات مضحكة للتخفيف من وطأة معاناة ارتفاع درجات الحرارة. وطلبت شركة «هيثرو إكسبرس» الخاصة بنقل الركاب بين مطار هيثرو والعاصمة لندن من الركاب، عبر إحدى تغريداتها، ألا ينسوا إحضار زجاجات المياه معهم لئلا يعانون من الجفاف خلال رحلاتهم. كذلك، دعت صفحة «سلفورد سي سي جي» الحكومية الجمهور إلى «إغلاق المصابيح والأدوات الكهربائية غير الضرورية، لأنها قد تزيد من حرارة المناطق المحيطة». إلى ذلك، اختار عدد كبير من المغردين نشر تغريدات نابعة من روح الدعابة التي يملكونها، فمثلاً نشر المغرد تنداي هورتون صورة مضحكة لطفل أسود يجلس داخل جهاز تبريد متنقل «كوولر» مليء بالمياه، معلقاً: «هكذا تواجه موجة الحر في بريطانيا». أما سارة تانر فتناولت في تغريدتها تأثير الرطوبة على مظهرها، فنشرت صورة لسيدة بشعر أشعث تقول: «إنها الرطوبة»، وكتبت سارة أعلى الصورة ان «هذا هو حال مظهري حالياً بسبب الرطوبة المصاحبة لموجة الحر» البريطانية.