تقاطر أهالي المنطقة الشرقية خلال اليومين الماضيين على المستشفيات التي يرقد فيها العمانيون المصابون في حادثة حافلة المعتمرين التي وقعت فجر الخميس على طريق الأحساء – الرياض، للاطمئنان على المصابين ومؤازرتهم. فيما خرج 15 من المصابين المنومين بعد أن تحسنت أوضاعهم الصحية. وتعتزم الحكومة العمانية إرسال طائرتين لإجلاء المصابين في الحادثة، التي خلفت 9 حالات وفاة و41 مصاباً. وقام عدد كبير من الأهالي والجمعيات الخيرية بزيارة المصابين في المستشفيات، للاطمئنان عليهم والدعاء لهم بالشفاء العاجل، والتعزية في المتوفين وعرض الخدمات عليهم، للتخفيف عنهم في المصاب الذي أصابهم. وتم حتى يوم أمس إخراج أكثر من 15 حالة، بعد تقديم العلاج اللازم لهم، والاطمئنان عليهم، وإسكانهم في شقق فندقية، وتقديم الخدمات اللازمة لهم، من مواصلات وغذاء ومتابعة إدارية وصحية على مدار الساعة، حتى يعودوا بسلام إلى وطنهم. إلى ذلك، زار القنصل العماني في المملكة أحمد الجابر، المرضى، واطمئن على الحالات والخدمات المقدمة للمصابين. كما وصلت إلى الأحساء طائرتان من سلطنة عمان، واحدة مخصصة للركاب لنقل أهالي المصابين والمتوفين، والأخرى لنقل جثث المتوفين وبعض المصابين، كما وصل فريق طبي من سلطنة عمان، للتنسيق مع الفريق الطبي السعودي لفرز الحالات المرضية، والوقوف على آخر المستجدات العلاجية لهم. بدوره، أكد مدير الشؤون الصحية في الأحساء الدكتور محمد العبد العالي، الذي قام بزيارة تفقدية للمصابين في مستشفيات الملك فهد في الهفوف والأمير سعود بن جلوي في المبرز والعيون، أنه تم «توجيه مستشفيات الأحساء الحكومية والأهلية كافة، لتقديم الإمكانات واستنفار الطواقم الطبية، وتوفير الخدمات العالية لمصابي حادثة الحافلة العمانية التي وقعت قرب مركز خريص، والتي أسفرت عن وفيات وإصابات مختلفة». بدوره، أوضح مساعد مدير الشؤون الصحية للخدمات العلاجية الدكتور محمد الممتن، أنه تم تكوين فريق طبي وإداري متكامل، لمتابعة المصابين على مدار الساعة، وتوفير الخدمات العلاجية لهم وتأكد إدارات المستشفيات من ذلك، كما صدر توجيه بسرعة نقل بعضهم إلى مستشفيات أخرى، لتقديم الرعاية الطبية المتقدمة. ويضم الفريق رئيس إدارة التنسيق الطبي، وفريق من الصحة النفسية والاجتماعية، لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمصابين وطمأنتهم، والعمل على تواصلهم مع ذويهم في المستشفيات الأخرى، عبر قاعدة بيانات من إدارة الطوارئ والأزمات». وأشار الممتن إلى أن إصابة معظم الحالات كانت «بسيطة» وتلقت العلاج وتقرر خروجها من المستشفيات. وأكد ضرورة استمرار مواصلة العمل لحين انتهاء الأزمة، واستمرار تقديم الخدمة النفسية والاجتماعية لمن خرجوا من طريق زيارتهم في أماكن إيوائهم، وتسهيل تواصلهم مع ذويهم، وتذليل جميع الصعوبات لحين انتهاء أزمتهم. كما عمل فريق مكون من ممثلين عن عدد من الدوائر الحكومية، من الشؤون الصحية والمرور والشرطة والجوازات على تقديم الخدمات اللازمة لإنهاء الإجراءات المتعلقة بإنهاء أمور ترحيل الجثامين، والأوراق المطلوبة من أجل سفر بقية المسافرين والمصابين والمتوفين في أسرع وقت، وذلك بالتنسيق مع جهات في سلطنة عمان. «عابر سبيل» يؤوي 18 أسرة عمانية بعد الحادثة أنهت جمعية البر في الأحساء صباح أمس الإجراءات النظامية لمغادرة مصابي حادثة خريص وذويهم، بالتعاون مع الجهات الحكومية المعنية. واستضافت الجمعية 18 أسرة من المصابين وقدمت لهم الخدمات التي يحتاجونها ضمن مشروع «عابر سبيل». واستقبل المدير العام للجمعية معاذ الجعفري، أمس رئيس مجلس الشورى العُماني خالد المعولي، وسفير عُمان لدى المملكة الدكتور أحمد البوسعيدي، لمناقشة إنهاء الإجراءات النظامية لعودة المصابين وذويهم وجثث المتوفين لعُمان عبر طائرات تم تأمينها بالتنسيق مع الجهات الحكومية المعنية. وقال الجعفري: «قدمت الجمعية كل ما تحتاجه الأسر العمانية التي تعرضت لحادثة سير في خريص الخميس الماضي. وقامت الجمعية بالتواصل السريع مع المسؤولين لمعرفة المستشفيات التي يوجد بها المصابون، لتأمين ما يلزمهم، من مسكن ومأكل ومواصلات». وأضاف: «وجهنا موظفي البحث الاجتماعي في الجمعية، وعدداً من الموظفين، بحصر إعداد المصابين والمصابات من العُمانيين في مستشفيات الأحساء، وبناء على النتائج تم تأمين السكن في أحد فنادق الأحساء ل13 أسرة، تضم رجالاً ونساءً كباراً في السن وأطفالاً رضع». كما جهزنا ثلاث فرق من مركز إكرام الموتى، لنقل جثث ضحايا الحادثة إلى سلطنة عمان، فور انتهاء الإجراءات الرسمية». وشكلت الجمعية فرق عمل من المختصين من كلا الجنسين، قاموا بزيارات ميدانية لمستشفيات الأحساء الحكومية والخاصة التي يوجد بها المصابون، لتخفيف الأثر النفسي الناتج من الحادثة الأليمة التي أصابتهم وتقديم المساعدات التي يحتاجونها، كما تم تأمين وسائل مواصلات لنقل المصابين من المستشفيات إلى مقر السكن، وكذلك تأمين حاجاتهم خلال فترة إقامتهم في الأحساء. بدوره، أثنى سفير سلطنة عمان لدى المملكة على جهود جمعية البر. وقال: «إن الجمعية بذلت جهوداً كبيرة في احتواء واستضافة المصابين وذويهم. كما تمت زيارة المصابين في مستشفى الملك فهد، والاطمئنان على صحتهم، والتقينا المواطنين العمانيين، وشعرنا بمدى الارتياح الذي يملأ نفوسهم من خلال المعاملة الطيبة».