يأبى فلاح كادح يقطن في محافظة أحد المسارحة في منطقة جازان أن يعتبر القدرة المادية أو الحال الاجتماعية شرطاً أساسياً في تحمل أعباء استضافة النازحين والمحتاجين للدعم أياً كان شكله، ليضع الشيخ محمد قحل داره المتواضعة ومزرعته التي لا يدري إن كانت ستجود بما يكفي، تحت تصرف عائلة من 250 فرداً نزحوا من القرى الحدودية مع اليمن لاجئين إليه. ويذكر محمد قحل، أنه مزارع لا يملك دخلاً إلا من مزرعته، وأن هؤلاء النازحين هم أقاربه من مربي الماشية التي شاءت الأقدار والخلافات الأسرية أن تفرق بينهم، ما جعلهم يسكنون القرى الحدودية. وقال: «ليس لهم مستقر غير بيتي المتواضع الواقع في قرية قنبورة التابعة لمحافظة أحد المسارحة، فقررت استضافتهم ومقاسمتهم لقمة العيش حتى تضع الحرب أوزارها»، مضيفاً أنه أسكنهم في بيته من بداية الحرب ولمدة شهرين، إلى أن قدمت لهم الجمعيات الخيرية بعض المساعدات. وتابع قحل: «النازحون من لحمي ودمي ولديهم صغار وكبار سن بحاجة إلى رعاية خاصة، ولن أتنازل عن واجبي نحوهم مهما كلف الأمر». وأضاف أنهم وصلوا إلى داره وهم لا يملكون من متاع الدنيا إلا ما يستر أجسادهم، وحملوه أمانة متابعة معاملتهم لدى الجهات المختصة لتحسين وضعهم المتردي منذ 30 سنة. ولفت إلى أنه تم تقديم طلبات للذكور وعددهم 170 فرداً ينتمون إلى قبائل المسارحة.