في عصرنا الحالي من الخطأ أن نقول عن أحلامنا أو طموحنا أنه مستحيل ونشبههما بالقصص في الأفلام، فلا بد أن نؤمن أن ليس للأحلام والطموح عمر أو مكان معين فطالما نمتلك إرادة قوية وأنفسنا متفائلة يمكننا صنع وتحقيق ما نريده، لذلك دائماً لا يستسلم راكان الغدير (8 أعوام) الذي يدرس مع والديه المبتعثين في أميركا غرب ولاية بنسلفينيا في مدينة بيتسبيرغ منذ أربعة اعوام ولم يواجهة أمامه أية صعوبة، بل يستمر في التدريب والممارسة، ويفكر في إيجاد الحلول المختلفة لأية مشكلة، ويستعين بوالديه لمساعدته: «يجب علينا ألا نستسلم أبدا،ً ونسعى ونثابر للوصول لتحقيق هدفنا، والأهم من ذلك ألا نلتفت لمن يحاول تحطيمنا، والتقليل من ذاتنا فأكثر مشكلة واجهتها هي بداية تعلمي لمسائل الضرب والقسمة، لكن سرعان ما تغلبت عليها بقوة إرادتي وبدعم من معلمتي باستخدام عدد من الوسائل التعليمية، مع الاستمرار في حل المسائل الرياضية»، فدائماً بعدما نتغلب على صعوبة تواجهنا نشعر بالإنجاز ورغبتنا في تحقيق المزيد، وهذا ما شجع راكان ليعيش مغامرة المخيم الاستكشافي الذي طالما حلم بتجربته والابتعاد عن عائلته معتمداً على نفسه: «في البداية كنت أشعر بالتوتر والحماس في وقت واحد، وعندما ذهبت للغابة عشت مع ثمانية أطفال في كوخ بإشراف مستشار نفسي كنا نستيقظ باكراً ونتناول وجبة الإفطار مع جميع الأطفال في الأكواخ الأخرى، إذ كان عددنا يفوق مئة طفل، ثم نمارس عدداً من الأنشطة المختلفة كالسباحة والتزحلق بالحبال بين الأشجار المرتفعة والذهاب لاكتشاف الغابات المجاورة ووقت المساء نجتمع حول النار ونتناول وجبة العشاء ونستمع للقصص قبل النوم»، عندما انتهى أسبوع الرحلة ازدادت ثقة راكان بنفسه أكثر وشعر بالاستقلالية، لذلك ينصح الأطفال وتشجيع والديهم لمشاركتهم في مثل هذه المخيمات، لأنها تكسبهم الكثير من الشجاعة والخبرة والاعتماد على النفس. يحرص راكان على أن يستغل وقته، إذ قام بدمج الروتين اليومي مع ممارسة هواياته المتعددة، من أجل الاستمتاع بهما وتطويرها، وحتى لا يقصر في حق أي يحبه: «وضعت وقتاً للعبي كرة القدم يومياً وركوب الدراجة الهوائية برفقة أصدقائي ومشاهدة التلفاز وقراءة كتاب قبل النوم»، فأحب هوايتين هما كرة القدم لأني أشعر بالسعادة عندما أمارسها، والتايكوندو لأنها تساعدني في الدفاع عن نفسي، وقبل أي امر يريد تحقيقه يضع هدفه أمامه وينتظم في التدريبات ويطبق توجيهات المدربين كما يشكرهم هما ووالديه لدعمهما وتشجيعهما له. كما يرى أن من الضروري على الطفل أن يسعى لتطوير نفسه، وأن يمتلك ثقافة عالية في مختلف المجالات ويزود نفسه بالمعرفة والمعلومات المنوعة، حتى وإن لم يكن يتعلمها ضمن المناهج الدراسية، يقول: «أحب القراءة خصوصاً سلسلة كتب (The Dairy Of the Wimpy Kid) فقد أثرت علي بشكل إيجابي كبير وتعلمت من خلالها أموراً لم أكن أعرفها مسبقاً وزاد مستوى المعرفة والثقافة والذكاء لي وتطور مستوى قراءتي عن قبل» ويضيف بأنه يجب على الأهل تعويد أطفالهم من الصغر على القراءة وحب الكتاب لتزداد معرفتهم وذكاءهم وحب الاطلاع والتعرف لديهم، وأيضاً يتعلمون مهارات حياتية جديدة. يمتلك راكان قلباً طيباً وروحاً مرحة ولطيفة في التعامل مع الآخرين فيحب أن يختلط مع الآخرين وأن يكون محبوباً بينهم حتى في الغربة: «عندما انتقلنا للولايات المتحدة الأميركية لم يتجاوز عمري الرابعة إلا أنني دخلت المدرسة منذ ذلك الحين، وحظيت بمعلمات رائعات ساعدنني في التأقلم مع من حولي وبدأت بإجادة اللغة الانكليزية ولا اجد انه من الصعب على الطفل التأقلم على مجتمع اخر غير مجتمعه». ويتمنى من الكبار ان يتم اتباع نهج الرسول صلى الله على وسلم في معاملة الطفل واعطائه المزيد من الاحترام والمجال الواسع لإبداء رأيه مهما يكن، كما يتمنى ان يصبح مستقبلاً عندما يكبر لاعب كرة قدم ومهندساً معمارياً حتى يشعر بالسعادة في كلتا المهنتين، ويحقق حلمه في تصميم وبناء الكثير من المنازل للمحتاجين والفقراء.