لم يتأثر موسم المهرجانات في لبنان حتى الآن، بما يمرّ به البلد من أزمات. فمشكلة النفايات التي لم تعالج بعد في بيروت وجبل لبنان، والقتل المتنقّل في الشوارع والأزقّة، لم يمنعا الناس من السهر والسمر... وهكذا، افتتحت مهرجانات بيت الدين دورتها الثلاثين بأمسية لمغني الأوبرا البيروفي خوان دييغو فلوريز، والسوبرانو اللبنانية الكندية جويس الخوري. وتنطلق مساء اليوم أيضاً، مهرجانات بعلبك بعرض ضخم. تميزت الأمسية التي استضافها قصر بيت الدين، بالرومانسية والصوت القوي والحضور الخفيف لفلوريز، الذي استهلّ الأمسية بافتتاحية أوركسترالية من أوبرا «لا سينرينتولا» للإيطالي جواكينو روسيني (1792 - 1868)، ومن ثم أنشد بمشاركة ضيفته جويس الخوري، أعمالاً غنائية بمرافقة أوركسترا جواكينو روسيني الفيلهارمونية بقيادة الأميركي كريستوفر فرانكلن، والتي ضمّت أكثر من 60 عازفاً توزعوا على الآلات الوترية من كمان وفيولونسيل وكونترباص، وآلات النفخ والإيقاع. ونظراً إلى استمتاع الجمهور بالأداء، وإصراره على المزيد، أضيف قسم ثالث إلى الأمسية التي كان مقرراً أن يقدَّم فيها قسمان فقط. فلوريز الذي أدى أدواراً أوبرالية عدة على أهم مسارح العالم، هو ابن عازف للغيتار يؤدي أغنيات شعبية تقليدية من التراث البيروفي. وأنشد فلوريز بالإيطالية «برنسيبي بيو نو سيه» لجواكينو روسيني، وبالفرنسية «أو مون إيدا» من أوبرا «لا بيل إيلين» للمؤلف الألماني الفرنسي جاك أوفنباخ، و «بوركوا مو ريفييه» للفرنسي جول ماسونيه، خاتماً القسم الاول بأغنية مع شريكته في العرض من أوبرا «روميو وجولييت» عنوانها «نوي ديمينيه» للمؤلف الفرنسي شارل غونو. وتتميز جويس الخوري ببراعتها في التنقّل بين طبقات الصوت المختلفة، هي التي وُلدت في لبنان، وهاجرت في طفولتها إلى كندا برفقة عائلتها، وتخرّجت في جامعة أوتاوا بإجازة في الموسيقى ودبلوم فن من أكاديميّة الفنون الصوتيّة. تدرّبت كعضو في برنامج ليندمان لتطوير الفنانين الشباب في Metropolitan Opera. ترشّحت الخوري لنيل جائزة الأوبرا العالميّة عن فئة أفضل «مؤدية شابة» عن تسجيل وأداء معزوفة Belisario لدونيزيتي، وهي من المعزوفات النادرة تُرافقها أوبرا رارا والسير مارك إلدور في Barbican Hall في لندن. التحقت جويس من جديد بأوبرا رارا لتسجيل دور بولين في معزوفة Les Martyrs لدونيزيتي. كما التحقت بالأوبرا الألمانيّة الوطنيّة لتؤدّي دور موزيتا في إنتاج La bohème الجديد. تعاونت في شكلٍ وثيق مع الراحل لورين مازل. كان لها الأداء الأوّل لديسديمونا في Otello، ولوريتا في Gianni Schicchi، ودور رئيس في Suor Angelica بإدارة مازل في مهرجان كاستلتون. دعاها مازل للانضمام إليه وأوركسترا ميونيخ الفيلهارمونيّة لأداء معزوفة Missa Solemnis لبيتهوفن، ولأداء دور ميمي في La bohème. كانت بداياتها مع فيوليتا في La traviata مع الأوبرا الألمانيّة الوطنيّة وأوبرا ويلز الوطنيّة وأوبرا بالم بيتش وأوبرا كوريا الوطنيّة.